الشرك والظلم العظيم

 

لماذا وصف الله سبحانه وتعالي الشرك بأنه ظلم عظيم؟

يقول الفقيه: الإنسان الذي يشرك بالله فقد أتي ظلما عظيما لأن الذي يشرك بالله يعبد من لم يخلق ومن لم يرزق ولم تكن له أوامر ونواه، واتخذه معبودا من دون الله أو شريكا لله فالذين عبدوا الشمس مثلا.. اتخذوا إلها لا يخلق ولا منهج يعطيه ليهدي الإنسان به..والذين اتخذوا الأصنام آلهة .. لم تعطهم الأصنام منهجا يعبدونها علي أساسه أو يديرون حياتهم بواسطته ولذلك يقع الذين يشركون بالله في الظلم العظيم لأنفسهم ولغيرهم لأنهم يسيرون بلا هدي ولا منهج تسير عليه حركة الحياة.. ان من يشرك بالله يترك من يخلق ومن يرزق ومن بيده الحياة والموت والبعث ومن كلف بالعبادة.. ويذهب إلي من لا يقدر علي أي شيء.. إن هذا ظلم في القمة..

الظلم الآخر

الظلم الآخر هو الظلم فيما شرعت القمة.. الظلم في تطبيق منهج الله.. مثلما ينقص التاجر في ميزان البيع.. أو مثل شاهد الزور أو مثل الكذب والغش والخداع أو عدم القيام بتكاليف الإيمان هذا ظلم موجه للنفس لماذا؟ لأن المراد من الظلم أن واحدا يأخذ حق إنسان آخر ويعطيه لمن لا حق له.. وينسي الظالم أنه لن يأخذ شيئا من ذي الحق أبدا.. لماذا؟ لأن هناك رقيبا حسيبا قيوما لا تأخذه سنة ولا نوم إن الحق تبارك وتعالي هو مالك الملك.. لا يقبل ظلم أحد لأحد.. إنه قادر علي كل كائن في سلطانه أو سلطته في صحته وفي مرضه.. في غناه وفي فقره.. لذلك فالإنسان الذي يظن أنه يظلم إنسانا آخر هو غبي لا يعرف أنه يظلم نفسه والإنسان مهما بلغ من قوته.. لن يتطاول أو يستطيع أن يظلم الخالق لأن الإنسان حادث له ميلاد بإرادة الحق ونهاية بإرادة الحق وحساب بين يدي الحق.. وطلاقة قدرة الله فوق كل إنسان ظالم أو مظلوم.. قادر علي القصاص من الظالم وقادر علي رد الاعتبار للمظلوم.. والله تعالي أعلم.