1.
2.
3.
4.
5. نحمد الله – تعالى - حمد الشاكرين، ونشكره علي كل نعمة أنعم بها علينا في قديم أو حديث ،
6. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، ونصلي ونسلم علي سيدنا محمد- صلي الله عليه وسلم- تركنا علي المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك ، ما من خير إلا ودلنا عليه وما من شر إلا وحذرنا منه ، فما من شئ يصيب المسلم إلا وله فيه أجر حتى الشوكة يشاكها ، بشرنا بذلك رسول الله- صلى الله علي وسلم- :
7. " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر
8. الله بها من خطاياه " رواه البخاري 0
9. وهنا تكمن الحكمة الغالية من ابتلاء الله لعباده بمختلف أنواع الهم و الحزن لتمحيص المؤمن منهم واختباره و مجازاته على صبره و احتماله فالجنة درجات لمن أمن و صبر ، و النار دركات لمن أغتر بالدنيا وكفر ، قال- تعالى - :
10. " وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ " (آل عمران:141)
11. وأن من علامات محبة الله لنا أن يجعل في أمور حياتنا مشقة و ضيق ليرى في أنفسنا كيف يواجه هذه المشقة قال الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- :
12. " أذا أحب الله عبدنا يصب منه "
13. ولا يخلو يوم من أيامنا إلا وكلاً منا يواجه من المشاكل والأبتلاءات ما تجعل للشيطان مدخل في أنفسنا يشككنا في إيماننا و عقيدتنا التي تؤمن بأنه لا ملجأ ولا منجا من كل ما نواجه إلا بالتأمل في بعض آيات من كتاب الله ، التي تكفل لنا ما يزيل أي إزعاج أو استعجاب ، وأن جزائنا فيما نبتلى حسب عظم الابتلاء قال الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- :
14. " عظم الجزاء بعظم البلاء " 0
15. ويطيب لي أن أذكر أخواني المسلمين بما قد نواجهه في حياتنا اليومية من أمورً كثيرة ومن خلال مشاهدتنا إلى تقلب أحوال البلاد والعباد منهم غني و فقير ، ومنهم سليم ومريض ، ومنهم شقي و سعيد ، ومنهم مسرور ومحزون ، وكثر ظهور الفساد و الظلم بين الناس قال تعالى :
16. " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (الروم:41) فما علينا إلا أن نتذكر قول الله –تعالى – كي نشفى صدورنا فيما نرى و نسمع ونعاني ونواجه هذه الأمور بما لا يغضب ربنا ، فإن الذكرى تنفع المسلمين ، ومنها :
1. فى حال الموت
وتذكر أن خير خلق الله محمد- صلى الله عليه وسلم- قد مات من قبل وقال الله – تعالى- فيه :
" إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ " (الزمر:30)
3. في حال الفقر
وتذكر بأن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم- كان فقيراً يعمل في تجارة السيدة خديجة-
رضى الله عنها- قبل زواجه منها وقال الله تعالي فيه :
" وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى " (الضحى:8)
4. في حال المرض
وتذكر أن سيدنا أيوب- عليه السلام- ابتلاه الله بالمرض الشديد عام وقال الله تعالى فيه :
" وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) ) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا
بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ " (الأنبياء:84)
5. في حال أى محنه أو هم أو غم :
وتذكر أن سيدنا يونس- عليه السلام- حبس في بطن الحوت وأصابه الغم والمرض وقال الله
– تعالى- فيه :
" وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَك
َ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِين" َ(الأنبياء :88)
6. في حال إصابة العبد بالعقم :
وتذكر دعاء نبي الله زكريا- عليه السلام- :
" وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَه يَحْيَى
وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوالَنَا خَاشِعِين
َ (90) ( الانبياء )
7. في حال الغنى مع الربا :
وتذكر قول الله – تعالي- :
" قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ " (المائدة:100)
8. في حال ما نرى من زوجات سيئات الطبع و الأخلاق :
وتذكر قول الله تعالى :
" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ
فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ " (التحريم:10)
9. في حال تشاحن الأخوان :
تذكر نصيحة نبي الله يعقوب – عليه السلام - لأبنه يوسف عليه السلام :
" قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِين ٌ"
(يوسف:5)
أحرص علي أخذ نصحك من والديك دون أي أحد من البشر فهم أصدق من ينصحوك و خير من
يدعو لك وتذكر أن قابيل قتل هابيل ولدى آدم- عليه السلام – من أجل الحسد والحقد
وتذكر قول الله – تعالي- :
" فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ " (المائدة:30)
10. في حال أذى قومك لك :
وتذكر أن هناك أنبياء ورسل قد أوذوا من قبل ، فأنهم لم يمكنوا بالرسالة قبل أن يبتلوا ببلاء
قال الله- تعالي- قال :
" أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ " (البقرة:214)
11. في حال قوة المعتدي الظالم و جبروته مع كفره أو ضعف إيمانه :
وتذكر أن الله تعالي قال :
17. " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ َنِعْمَ الْوَكِيل ُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ
18. عَظِيمٍ " (آل عمران:174)
18. " وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً"
19. (الأحزاب:25)
12. في حال الكفر مع الغنى :
وتذكر أن الله تعالي قال :
" وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ
مُهِينٌ " (آل عمران:178)
13. في حال الاغترار بغنى الكفار وقوته وسطوته :
وتذكر قوله تعالى :
" لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ "
(آل عمران: 197- 196)
14. في حال ذنب أو خطأ أصبته :
وتذكر قوله تعالى :
" وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ " (الشورى:30)
وتذكر قول رسول الله - صلي الله عليه وسلم- :
" لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار "
15. في حال من يجرى في سعى للرزق متناسياً عبادته :
وتذكر قوله تعالى :
" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " (الروم:40)
16. في حال ممن يعقد قضاء حاجته على أحد من البشر و ينسى خالق البشر :
وتذكر قوله تعالى :
" وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ
شَيْءٍ قَدْراً" (الطلاق:3) )
" وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ " (الذريات:22)
يجب علي العبد أن يحسن الظن بالله – تعالى – فكل شئ بيده ، فهو حي قيوم لا يغفل عن شىء و يعلم عنا كل شئ وكتب لنا عنده كل شئ – سبحانه وتعالى – حيث قال :
( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام:59)
كل ما يواجه العباد في كتاب من قبل أن يولد المرء ، فما علينا إلا أن نفهم حقيقة الابتلاء وما يصيب العباد من تقلباً في الأمور والأحوال من هم أو غم أو كرب أو حزن ( لا قدر الله ) ، وما علينا إلا أن نواجه كل ذلك بما يسره الله تعالى لنا و بما علمنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبما كان يفعله ، وقد اجتهدت في جمع كل ما يمكن للعبد أن يستعين به العبد في دفع ما قد يصيبه من هم وحزن و كرب و ضيق :
سبيل رفع ما يصيب العبد من هم وحزن وكرب :
1. حسن التوجه إلى الله – سبحانه وتعالي - :
فارج الهم ، و كاشف الغم- سبحانه و تعالي- ، ولنا في رسول الله – صلي اله عليه وسلم-
أسوة حسنة فكان يتجه- صلي الله عليه وسلم - إلي الله بقلبه وعقله أيماناٌ به بأنه وحده القادر
علي فك هذا الكرب والضيق قال تعالى :
" قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ
الشَّاكِرِينَ(63) قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُون َ(الأنعام :64 ) 0
أن الله - سبحانه و تعالى- لم يخذل كل من أحسن التوجه إليه وإخلاص النية في ذلك ولنا المثل
القرآني في نبي الله يعقوب - عليه السلام - :
" قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " (يوسف:86)
بل وكان ينصح بن عباس -رضى الله عنه - بأن يتجه إلي الله وحده فقال - صلي الله عليه وسلم- :
" احفظ الله يحفظك ،احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فأسأل الله ، وإذا استعنت فأستعن بالله
واعلم أنه لو اجتمعت الأنس والجن على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء قد كتبه الله لك ،
ولو اجتمعت الأنس والجن علي أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،
رفعت الأقلام وجفت الصحف " .
قال الأمام جعفر الصادق – رضى الله عنه - :
عجبت لمن أبتلى بالخوف ------------ كيف يغفل عن قول الله- تعالى -:
" حسبنا الله ونعم الوكيل " 0
عجبت لمن أبتلى بمكر الناس به ----- كيف يغفل عن قول الله – تعالى -:
" وأفوض أمري إلى الله أن الله بصير بالعباد " 0
عجبت لمن أبتلى بالضر ------------- كيف يغفل عن قول الله – تعالى -:
"رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " 0
عجبت لمن أبتلى بالغم --------------- كيف يغفل عن قول الله – تعالى -:
" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " 0
يا سبحان الله 000
عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح 0000
عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك000
عجبت لمن أيقن بالحساب ثم هو لا يعمل000
عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب 0000
عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها 00
2. الصلاة :
كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر فزع إلي الصلاة فهي خير ما يستعين به العبد عند الضيق كما أمرنا الله – تعالى – فى كتابه العزيز حيث قال :
" وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ" (البقرة:45)
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (البقرة:153)
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل-رضي الله عنه - :
" ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه
قلت : بلي يا رسول الله
قال : رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد "
رواه أحمد و الترمذي 0
فكن يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- لبلال مؤذن : " أرحنا بها يا بلال "
3. الصبر :
الصبر هو حبس النفس عن ما تكره ، فأن العبد يعيش في هذه الحياة الدنيا بما فيها من خيراً أو شر ولا يخلو فيها ما يعكر حياة العبد و ما يترك في نفسه من هم أو حزن ، فأن حبس نفسه وأحتسب فقد نال رضوان الله قال – تعالى - :
" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ "
(البقرة:155)
وما جزاء الصبر إلا الأجر العظيم من الله – تعالى - :
"ٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " (الزمر:10)
بل وأن الله تعالى أمرنا بالصبر ودلنا على ما يعيننا على تقبل مصائب الدنيا أذ قال :
" وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ(48) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ
وَإِدْبَارالنُّجُومِ(الطور:49)
ولكن
الذي يأمر به الإسلام هو الصبر علي المكاره عند نزولها بالإنسان وتحملها في يقين
المؤمن.
وإيمان المتيقن. وليعلم بأن أشد الناس بلاء الأنبياء فالأمثل فالأمثل يبتلي الرجل
علي قدر دينه".
وأن حال المؤمن كله خير فأن أصابه ما
يكره صبر، وأن أكرمه الله بما يسره له شكر، ولكن العبد المؤمن يواجه ما يصيبه
بالصبر والاحتساب ، ، ويا لها من عبرة فائقة في هذا الصدد حيث تتكاثر الأمثلة التي
تبرهن على أهمية الصبر والتحكم في النفس على هذا الأساس.
وأن تفسير ذلك بما فسر لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : عَنْ أَبِي
سُخَيْلَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه – :
"ُ أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلِ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ- تَعَالَى- حَدَّثَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّه-ِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – :
" وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30)
وَسَأُفَسِّرُهَا لَكَ يَا عَلِيُّ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مَرَضٍ أَوْ عُقُوبَةٍ أَوْ بَلاءٍ فِي الدُّنْيَا فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
وَاللَّهُ – تَعَالَى- أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عَلَيْهِمْ الْعُقُوبَةَ فِي الاخِرَةِ وَمَا عَفَا اللَّهُ – تَعَالَى - عَنْهُ فِي
الدُّنْيَا فَاللَّهُ – تَعَالَى- أَحْلَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ بَعْدَ عَفْوِهِ" مسند أحمد
بل وأن للعبد إذا صبر على ما يصيبه حط الله – تعالى – عنه خطاياه حتى يلقاه وهو راضاً عنه ،
فعن الحارث بن سويد عن عبد الله- رضي الله عنه- أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم- في
مرضه وهو يوعك وعكا شديدا وقلت : " إنك لتوعك وعكا شديدا "
قلت : " إن ذاك بأن لك أجرين "
قال : " أجل ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر "
رواه البخارى 5215 ومسلم وأحمد
المتعرض لآلام الحياة يدافعها وتدافعه. ويصيب منها وتصيب منه. فإذا ما ابتلاه ربه
فقدر عليه رزقه حصن نفسه بفضيلة الصبر دون ضجر أو ملل مذكراً نفسه بأنه مهما طال
الليل فلابد لظلامه أن ينقشع ولضوء الفجر أن يسطع وان كل ضيق يعقبه فرج وكل عسر
يعقبه يسر ولو دخل العسر جحراً لدخل اليسر وراءه.
فالمؤمن شديد الثقة بالله الذي بث فيه روح الإيمان الحق. فلا يرتاع لغيمه تجمعت ثم
ما تلبث أن تضمحل بل يبقي موقناً حق اليقين بأن السماء لو تلبدت جميعها بالغمام فإن
بوادر الصفو لا بد آتية. والحكيم من يرتقبها في سكون ويقين.
فالمؤمن يعلم أن الدنيا دار ممر وليست دار مقر فهو فيها زاهد وليس عليها بحريص وهذا
لا يمنعه من طلب طيباتها التي لم يحرمها الله وليس في هذا دعوة لتعذيب النفس ثم
ادعاء الصبر علي هذا العذاب للنفس الذي لم يأمر الله به بل هو عن فهم مغلوط لحقائق
الدين.
فهذا رسول الله - صلي الله عليه وسلم- يري شيخاً يتحمل علي بنيه يكاد يقع
فيسأل قائلاً : " ما بال هذا؟ "
فقالوا: " إنه نذر أن يحج ماشياً "
فقال لهم الرسول- صلي الله عليه وسلم-: "إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني وأمره بأن يركب".
و هذا سفيان الثوري دخل علي جعفر الصادق- رضي الله عنه- قائلاً له: " علمني.. ؟ "
فقال له: " إذا تظاهرت الذنوب فعليك بالاستغفار ،
وإذا تظاهرت النعم فعليك الشكر ،
وإذا تظاهرت الهموم فقل لا حول ولا قوة إلا بالله ،
فخرج سفيان وهو يقول ثلاث وأي ثلاث " .
4- الإيمان بالقدر:
قال تعالى:
" قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " (التوبة:51)
وهنا ينبغي أن يفسر هذا القول دوما بصفة إيجابية كحث على قبول المصائب بصدر رحب دون الالتجاء إلى مظاهر اليأس والوهن والانهيار أو دون الالتجاء إلى السلوك العدواني المعاكس أو التهجمات المفرطة التي لا يحمد عقباها، ولا يعني ذلك الاستسلام بل العمل على أن نتعدى أمرنا ونقفز بعد ذلك إلى الأمام لنتغلب على الشدائد والمصائب.
5 . الذكر والدعاء :
يجب علينا أن نجتهد في ذكر الله- تعالى - لأنه أشمل وأعم من الدعاء حيث أن ذكر الله -- تعالي - هو أن يبرز العبد أسمى معاني توحيده لربه ، وحمده على آلائه ونعمه والثناء عليه سبحانه بذكر أوصافه وآلائه وأسمائه ، فيكفى المؤمن شرفاً بأن يذكر الله - تعالى - على كل حال و في كل زمان بالثناء الحسن و الحمد والشكر فيذكره الله – تعالى –في الملأ الأعلى ويباهى به ملائكته الكرام ، وأن يدعو الله تضرعا وخفية ، وفى السراء والضراء ،أما الدعـاء فإنه سؤال العبد حاجته ، وهما كجناحي طير في سماء توحيد الله - تعالى - ، فهما يقران بعبودية العبد لله - عز وجل- وألوهيته وتوحيده – سبحانه وتعالى- فهو نعم المولى ونعم النصير قال تعالى :
" اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون َ" (العنكبوت:45)
أ ) ذكر الله العبادة الشاملة :
إن الله تعالي فرض الفرائض كي يتقرب بها العباد إليه دون غلو أو ابتداع وجعلها بأعداد محددة وأوقاتا معينة بما يحب هو ويرضى ، ورد عن أبي ثعلبة الخشني- رضى الله عنه- عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال:
" إن الله – تعالي- فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تعتدوها ، و حرم أشياء فلا تنتهكوها ،وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها " رواه الدارقطنى
وعن ابن عباس- رضى الله عنه- قوله:
" لم يفرض الله – تعالي- فريضة علي عباده إلا جعل لها حدا معلوما وعذر أهلها في حال العذر غير الذكر ، فإنه لم يجعل له حدا ينتهي إليه ، ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا علي عقله "
فلذلك أمرنا ربنا بذكره في كل الأحوال حيث قال :
" فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) (النساء:103)
وقال : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً" (الأحزاب:41)
20. وهذه الفرائض أفضل ما يتقرب بها ألي الله لقول رسول الله – صلي الله عليه وسلم -:
21. " من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب ،وما تقرب لي عبدا بأفضل ما افترضته عليه " ،
22. فقد فرض الله - تعالى- علينا :
1. الشهادتين وحدها مرة في العمر 0
2. الصلاة " إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) (النساء:103)
2.أي في أوقات معينة وتسقط عن الحائض والنفساء ولها أوقات يكره أدائها مثل بعد صلاة الفجر
وقبل غروب الشمس 0
3. الزكاة محددة بربع العشر علي ما زاد عن النصاب وتسقط علي ما قل عن النصاب 0
4. الصيام في شهر رمضان وتسقط عند المرض بإطعام مسكين أو تؤجل عند السفر
" ٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ " (البقرة:184) ويكره الصيام في عيد الفطر ويوم الشك 0
5. الحج في أيام من شهر ذي الحجة وتسقط لمن لم يكن لديه القدرة 0
ولكن الله –سبحانه - أطلق ذكر ه وشكره في كل وقت و حين و في أناء الليل و أطراف النهار ،
قال –تعالى - :
" الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ " (آل عمران:191)
فلا حد لعدد ، ولا مانع في وقت ، ولا كراهية في أي ظرف ، ولا تسقط عن أحد ، أنما الخير
والثواب لمن أكثر ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال : َ كَانَ رَسُولُ اللَّه-ِ صلي الله عليه وسلم -
يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَال :
" َ سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ "
قَالُوا : " وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّه ؟
ِ قَالَ : " الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ " رواه مسلم 48347
ب ) الذكر والدعاء من أهم الطاعات لأوامر الله - عز وجل- :
قال تعالي : " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا " (الأحزاب:42)
و قال – تعالى – : " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (البقرة:152)
قال- صلى الله عليه وسلم - :
" ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم و خير لكم من إنفاق الذهب والورق ؟"
قال : " ذكر الله " رواه مالك في الموطأ 0
وجعل ذكره بإبسط الكلام :
" كلمتان خفيفتان علي اللسان ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن :
" سبحان الله وبحمده ،سبحان الله العظيم "
إلا إنه في بعض الأوقات يستحب علي كل مسلم أن يجتهد أكثر في الذكر و الدعاء مثل :
1. بعض الأوقات مثل وقت السـحر فى الثلث الأخير من الليل ، وبعد الأذان ، و بين الأذان والإقامة 0
2. بعض الليـالي مثل ليلة القدر وليلة الجمعة 0
3. بعض الأيام مثل يوم عـرفة و يوم الجمعة 0
4. بعض الأشهر مثل شهر رمضان 0
5. بعض الأوضاع مثل عند السجود ( أقرب ما بكون العبد بينه و بين ربه ) ، عند الإفطار بعدالصيام 0
6. بعد أداء الفرائض مثل الصلاة و الصيام (الإفطار ) :
عن بريدة- رضى الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" من قال عشر كلمات (دبر كل صلاه ) وجد الله عندهن مكفيا مجزيا ..
خمس للدنيا ، وخمس للآخرة :
حسبي الله لديني حسبي الله لدنياي حسبي الله لما أهمني
7. حسبي الله لمن بغي علي حسبي الله لمن حسد حسبي الله لمن كاد ني بسوء
8. حسبي الله عند الموت حسبي الله عند المسألة في القبر حسبي الله عند الميزان
9. حسبي الله عند الصراط حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب 0
فلا يوجد وقت كراه في الذكر ولا تسقط عن أحد 0، ولا مشقة علي أحد 0
ج ) وعد الله الحق للذاكرين :
يمنح الله الذاكرين الخيرات والكرامات ، والإحسان إليهم بالمثوبات ، وبإجابة الدعاء واللطف في
وإنابتهم إليه ، وصدقهم في العبودية له تعالي ، سأل رجلاً الرسول- صلي الله عليه وسلم - :
" يا رسول الله ، أنا نعطى التماس الذكر فهل لنا من أجر ؟
قال : " إن الله – تعالي- لا يقبل إلا من أخلص له " ثم تلا عليه الصلوات والسلام :
" أنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق ، فأعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص " 3 الزمر 0
ذلك قوله تعالى : "فاذكروني أذكركم " البقرة ،
و قد قيل في تفسير هذه الآية :
· فاذكروني بالدعاء أذكركم بإعطاء الآلاء والنعماء لقوله تعالى : "ادعونى أستجب لكم " 0
· فاذكروني بالإحسان أذكركم بالرحمة لقواه تعالى : " إن رحمة الله قريب من المحسنين " 0
· فاذكروني بالاستغفار أذكركم بالغفران لقوله تعال : " ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً " 0
· فاذكروني بالصبر أذكركم بأوفى الأجر لقوله تعال : " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "0
· فاذكروني بالتوكل أذكركم بالكفاية لقوله تعالي : " ومن يتوكل علي الله فهو حسبه " 0
· فاذكروني بالمجاهدة أذكركم بالهداية لقوله تعالي : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " 0
· فاذكروني بطاعتي أذكركم بمعونتي لقوله تعالي : " ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً"0
" فاصبر إن وعد الله حق- (77 ) غافر
د ) إخلاص الدعاء لله :
قال تعالي : ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60)
ذلك دأب رسول الله – صلي الله عليه وسلم- ودأب باقي الأنبياء والمرسلين:
· عن مصعب بن سعد عن أبيه قال : " قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء "
قال – صلى الله عليه وسلم - : " الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس
يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه
رقة خفف عنه وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة "
مسند أحمد 1400
· قال نبي الله داود- عليه السلام - :
" إن لله سطوات ونقمات فإذا رأيتموها فداووا قرحكم بالدعاء "
فإن الله - تبارك وتعالى- يقول :
" لولا رجال خشع وأطفال رضع ، وبهائم رتع ، لصببت عليكم العذاب صبا "
· قال نبي الله يعقوب - عليه السلام - :
" قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون(86) " يوسف 0
فالمغفرة يفوز بها من أخلاص الدعاء فلذا يقول الله – تعالي- :
" يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك علي ما كان منك ولا أبالي
يا ابن آدم إذا بلغت ذنوبك عنان السماء ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً غفرت
لك علي ما كان منك ولا أبالي
يا ابن آدم لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً
لقيتك بقرابها مغفرة".
وكان دعائه صلي الله عليه وسلم من آيات الله تعالي :
1- " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَنا رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا أصرا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ لَبَتْ(286). البقرة
2- " الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين "
3- " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "0
4- " الله ربى ولا أشرك به شيئا "
10. 5- " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "
وكان مما قاله صلي الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة :
1. عن أبي الدرداء رضى الله عنه قال: قال رسول ال صلي الله عليه وسلم:
11. " اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت عليك توكلت ، وأنت رب العرش الكريم ،
12. ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 0
13. أعلم أن الله قد أحاط بكل شئ علما ،
14. اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت أخذت بناصيتها ،
لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات
و الأرض ورب العرش العظيم "
عن ابْنَ عَبَّاسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ عِنْدَ الْكَرْبِ :
لا إِلَهَ إلا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ "
3- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ:
" يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ "0
4- إن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ زَوَّجَ ابْنَتَهُ مِنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ فَقَالَ لَهَـا :
"إِذَا دَخَلَ بِكِ فَقُولِي:
" لا إِلَهَ إلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ر َبِّ "
وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ قَالَ هَذَا
قَالَ حَمَّادٌ ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَالَ فَلَمْ يَصِلْ إِلَيْهَا 0
5- "اللهم إني عبدك أبن عبدك وابن عبدك وابن أمتك ،ناصيتي بيدك ،ماض في حكمك ،عدل في قضاؤك ،أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ،أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني ،وذهاب همي وغمي " إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكان حزنه فرحا "
6- "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ،
وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت "
7--قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" آتاني جبريل فقال :
"إن الله- عز وجل - أمرك أن تدعو بهؤلاء الكلمات فإنه يعطيك إحداهن :
" اللهم أني أسألك تعجيل عافيتك وصبرا على بليتك وخروج من الدنيا إلى رحمتك "
8-- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّه-ِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَدْعُو :
"رَبِّ أَعِنِّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ وَامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلَيَّ
وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى إِلَيَّ وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا لَكَ
ذَكَّارًا لَكَ رَهَّابًا لَكَ مِطْوَاعًا إِلَيْكَ مُخْبِتًا لَكَ أَوَّاهًا مُنِيبًــا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي
وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَاهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسَانِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي ".
9- عن أنس بن قال :أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
"اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاُ ،وأنت تجعل الحزن سهلاٌ " ابن السنى
10- اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهوانىعلى الناس ، يا أرحم الراحمين ، إلي من تكلني ؟ إلى عدو يتجهمنى أم إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن ساخطاً على فلا أبالي ،غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت لها السموات وأشرقت له الظلمات ،وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تحل عليه غضبك أو تنزل علي سخطك ، ولك العتبى حتى ترضى ،ولا حول ولا قوة إلا بك 0
اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ،-11
وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ،
اللهم إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك ، ومن الذل إلا لك ،ومن الخوف إلا منك ،
وأعوذ بك أن أقول زورا أو أغشى فجورا ،أو أكون بك مغرورا ،
وأعوذ بك من شماتة الأعداء ، وعضال الداء ، وخيبة الرجاء
اللهم إني أعوذ بك من شر خلقك ، وهم الرزق وسوء الخلق
يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين
15. 12-عن بريدة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" من قال عشر كلمات (دبر كل صلاه ) وجد الله عندهن مكفيا مجزيا ..
خمس للدنيا ،وخمس للآخرة :
16. حسبي الله لديني حسبي الله لدنياي حسبي الله لما أهمني
17. حسبي الله لمن بغي علي حسبي الله لمن حسدني حسبي الله لمن كاد ني بسوء
18. حسبي الله عند الموت حسبي الله عند المسألة في القبر حسبي الله عند الميزان
19. حسبي الله عند الصراط حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب )
3 1- اللهم احفظني بالإسلام قائما
اللهم احفظني بالإسلام قاعدا
اللهم احفظني بل إسلام راقدا
اللهم لا تشمت بي عدوا و لا حاسدا
14- اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها
15- -من دعاء السيدة عائشة رضى الله عنها عندما أشتد عليها الكرب (اثر حادث الإفك ) قالت : " يا سابغ النعم يا دافع النقم يا فارج الهم
ويا كاشف الظلم يا اعدل من حكم ويا حسب من ظلم
يا ولى من ظلم يا أول بلا نهاية ويا أخر بلا بداية
يا من له أسم بلا كناية
اللهم أجعل من آمري فرجا ومخرجا "
فانتبهت وأنا ريانة وشبعانة وقد أنزل الله فرجي وبراءتي من فوق سبع سموات
4. التسبيح لرب العالمين :
أن كثرة التسبيح لها أكبر الأثر فر دفع البلاء والكرب قال تعالي :
" فَلَولا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ(143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(144) الصافات
· سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى حَدَّثَنَا عَلِيٌّ أَنَّ فَاطِمَةَ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ الرَّحَى فِي يَدِهَا وَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْيٌ فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ وَلَقِيَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ إِلَيْهَا فَجَاءَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْنَا نَقُومُ فَقَالَ النَّبِي-ُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَكَانِكُمَا فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِهِ عَلَى صَدْرِي ثُمَّ قَالَ :
" أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَا إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا :
أَنْ تُكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا
مِنْ خَادِمٍ "
وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ قَالَ عَلِيٌّ مَا تَرَكْتُهُ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ لَهُ وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ قَالَ وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ قُلْتُ لَهُ وَلَا لَيْلَةَ صِفِّين" َرواه البخارى 0
5. حمد الله وشكره على كل حال :
عن عكرمة عن ابن عباس قال : " لما حضرت بنت لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- صغيرة فأخذها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فضمها إلى صدره ثم وضع يده عليها فقبضت وهي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فبكت أم أيمن فقال لها رسول الله- صلى الله عليه وسلم - :
" يا أم أيمن أتبكين ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- عندك " 0
فقالت : " ما لي لا أبكي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يبكي "
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : " إني لست أبكي ولكنها رحمة "
ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :
" المؤمن بخير على كل حال تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله -عز وجل – "
رواه النسائي وأحمد 0
6. الصلاة والسلام علي خير خلق الله – صلي الله عليه وسلم- :
وعن أبي بن كعب - رضى الله عنه- قال: قلت يا رسول الله : إني أكثر من الصلاة عليك، فكم اجعل لك من صـلاتي ؟ فقال : ما شئت فإن زدت فهو خير لك. قلت: النصف؟ قال:ما شئت فإن زدت فهو خير لك. فقلت: فالثلثين ؟ قال : ما شئت فإن زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صـلاتي كلها ؟ قال : إذا يكـف همك و يغفر لك ذنبك.
أن الصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هى دليل على إيماننا و على
سلامة عقيدتنا ، وقد علمنا أصحابه هذا الحب يوم جلس رسول الله-صلي الله عليه وسلم- ذات يوم.
فسأل
ابابكر الصديق قائلاً : " ماذا أحببت من الدنيا؟ "
فقال : " احببت من أجلك ثلاثاً يارسول الله :
طول نظري إليك. وجلوسي بين يديك. وإنفاق مالي عليك.
ثم نظر الي عمر رضي الله عنه قائلاً : " ماذا أحببت من الدنيا ؟ "
فقال : " أحببت لأجلك ثلاثاً يارسول الله :
قول الحق ولو كان مراً. وأمر بمعروف ولو كان سرا. ونهي عن منكر ولو
كان جهرا.
ثم نظر الي عثمان رضي الله عنه قائلا : ماذا احببت من الدنيا ؟ .
فقال : " أحببت لاجلك ثلاثاً يارسول الله :
إطعام الطعام. وإفشاء السلام. وركعات الليل والناس نيام.
ثم نظر الي علي كرم الله وجهه قائلا : ماذا أحببت من الدنيا ؟ .
فقال : احببت لأجلك ثلاثاً يارسول الله :
إكرام الضيف. والصيام بالصيف. وضرب أعناق المشركين بالسيف.
ثم قال صلي الله عليه وسلم : " وأنا أحب من الدنيا ثلاثا
الطيب. والنساء. وجعلت قرة عيني في الصلاة.
ثم نزل جبريل. وقال : " يا محمد السلام يقرئك السلام ويقول لك :
" أنه سمع الثلاثيات وهو يحب من دنياكم ثلاثاً :
قلب شاكر. ولسان ذاكر. وجسدُ علي البلاء صابر.
ثم قال جبريل عليه السلام : " وأنا أحب من دنياكم ثلاثا :
تبليغ الرسالة. واداء الامانة. والعطف علي المساكين.
6. ذات يوم.الأستغفار :
20. المؤمن المراقب لله في كافة أعماله تقل أخطائه لا محالة وقد تزل قدمه فيأتي بعمل لا ينبغي صدوره عنه فيذكر الله فيرى مبلغ خطيئته فيقلع عنها وهو بادي الألم عميق الحسرة 0 فالمؤمن قد يخطئ وأن الله لا يكلف أحدا بالعصمة إنما كلف المؤمن إذا أخطأ أن يتوب إلي رشده ،وإذا زلقت قدم سارع إلي ينقى نفسه من الذنوب والأثام وأن يزيح ما علق به من إثم 0ثم يستأنف طريقه إلي غايته المنشودة لهذا المخطئ عذر علي خطيئته يحرض علي طلب المغفرة المؤدى إلي لون من محاسبة النفس ومراقبة الله التي تحي موات في الضمير في الإنسان ، نصح حكيم أبي بكر بن عياش فقال له:
21. " خلص رقبتك ما استطعت في الدنيا من رق الآخرة فأن أسير الآخرة غير مفكوك أبدا "
22. وقال تعالي :
23. " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر:53)
وقال سبحانه وتعالي :
" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10)يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا(11)وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا " (12) نوح
24. سئل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " من خير العباد ؟ "
25. فقال: " الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساءوا استغفروا. وإذا أعطوا شكروا
26. وإذا ابتلوا صبروا. وإذا غضبوا غفروا."
سيد الاستغفار :
· ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا علي عهدك ووعدك ما استطعت ،
27. أعوذ بك من شر ما صنعت ،أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي ،
28. فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )
29. من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة
ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة "
رواه البخاري ومسلم
· عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- :
30. " علمني دعاء أدعو به في صلاتي ؟
31. قال : " قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت
32. فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم "
33. رواه البخارى ومسلم والترمذى 0
7. التحلي بخير الخصال :
أن خير ما يتحلى به العبد من خصال هو التأسى بأخلاق و خصال رسول الله – صلىالله عليه وسلم – فقد كان خلقه القرآن ، وقد علمنا منها الكثير التي إذا ما تخلقنا به نقدر أن نتغلب على كثير مما نواجه قال سويد بن الحارث الأزدى وفدت سابع سبعة من قومي على رسول الله- صلى الله عليه وسلم فلما دخلنا عليه و كلمناه فأعجبه ما رأى من سمتنا و زينا
و قال : " ما أنتم ؟ "
قلنا : " مؤمنون " فتبسم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
و قال : " إن لكل قول حقيقة ، فما حقيقة قولكم و إيمانكم ؟ "
قلنا : " خمس عشرة خصلة ، خمس منها أمرتنا بها رسلك أن نؤمن بها ، وخمس أمرتنا
أن نعمل بها ، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية فنحن عليها إلا أن تكره منها شيئا "
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" ما الخمسة التي أمرتكم بها رسلي أن تؤمنوا بها ؟ "
قلنا : " أمرتنا أن نؤمن بالله و ملائكته وكتبه و رسله و البعث بعد الموت " 0
قال : " وما الخمسة التي أمرتكم أن تعملوا بها ؟ "
قلنا : " أمرتنا أن نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله و نقيم الصلاة و نؤتى الزكاة و نصوم
رمضان و نحج البيت من استطاع إليه سبيلا "
قال : " وما الخمسة التي تخلقتم بها في الجاهلية ؟ "
قالوا : " الشكر عند الرخاء ، و الصبر عند البلاء ، و الرضا بمر القضاء ،
و الصدق في مواطن اللقاء ، وترك الشماتة بالأعداء "
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء "
ثم قال : " و أنا أزيدكم خمساً فيتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون :
1. فلا تجمعوا ما لا تأكلون
2. ولا تبنوا ما لا تسكنون
3. ولا تنافسوا في شئ أنتم عنه غداً تزولون
4. اتقوا الذي إليه ترجعون و عليه تعرضون
5. وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون " 0
34. القنوت :
القنوت وهو الدعاء مشروع في الصلوات الخمس عند النوازل، لحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قَنَتَ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الصلوات الخمس مدة شهر، يدعو على حَيٍّ من بني سليم رعل وذكوان وعصية، لأنهم قتلوا بعض الصحابة الذينَ أرسلهم ليعلموهم. وراه أبو داود وأحمد، كما روى البخاري أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أراد أن يدعو على أحدٍ أو يدعو لأحدٍ قَنَتَ بعد الركوع. وجاء فيه: قال: يَجهر بذلك ويقول في بعض صلاته وفي صلاة الفجر "اللهمَّ الْعَنْ فلانًا وفلانًا" حَيَّيْنِ من أحياء العرب، حتى أنزل الله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ اْلأمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران : 128). والقنوت في الصبح على هذا مشروع عند النوازل كبقية الصلوات، أما في غير النوازل فللفقْهِ فيه أقوال خلاصتها. قال الحنيفة والحنابلة بعدم مشروعيته ، مُستدلينَ بما رواه ابن حبان وابن خزيمة وصححه عن أنس: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان لا يَقْنُتُ في صلاة الصبح إلا إذا دعا لقوم أو دعا عليهم. وقال المالكية والشافعية بمشروعيته. ودليلهم ما رواه الجماعة إلا الترمذي أن أنس بن مالك سُئِلَ هل قَنَتَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلاة الصبح؟ فقالك نعم، رواه أحمد والبزَّارُ والدارقطني والبيهقي والحاكم وصححه عن أنس قال: ما زال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقنت في الفجر حتى فَارَقَ الدنيا. ومناقشة هذه الأدلة وبيان الأرجح من الأقوال يُمكن الرجوع إليه في كتاب "زاد المعاد لابن القيم" الذي بَيَّنَ في سَرْدِهِ للروايات أن أهل الحديث تَوسَّطوا بين مَنْ يُنكرون القنوت مطلقًا حتى في النوازل وبَيْنَ مَنْ يَستحسنونه مطلقًا عند النوازل وغيرها، فهم لا ينكرون على ما داوم عليه ولا يُكْرِهونَهُ فِعْلَهُ، ولا يَرونه بِدْعَةً ولا فاعله مخالفًا للسنَّة، كما لا ينكرون على من أنكره عند النوازل ولا يرون ترْكه بدعة ولا تاركه مخالفًا للسنة، بل من قنت فقد أحسن، ومن تركه فقد أحسن، وهذا من الاختلاف المباح الذي لا يُعَنَّفُ فيه مَنْ فَعَلَهُ ولا تركه، وذلك كرفع اليدين في الصلاة وتركه. وأنا أقول: إن الخلاف بسيط، وهو في سُنَّةٍ وليس في فرض، والدِّينُ يُسْرٌ. هذا وقد رَوَى أحمد وأصحاب السنن عن أبي مالك الأشجعي أنه قال عن قنوات الفجر إنه بدعة، لأنه صَلَّى خلف النبي وأبي بكر وعمر وعلى فلم يَرَهُمْ يَقنتون،كما روى الدارقطني أن ابن عباس كان يقول: إن القنوت في صلاة الفجر بِدْعَةٌ. ويمكن الجمع بين روايات الإثبات وروايات النفي بأن هؤلاء المروىَّ عنهم كانوا يقنتون أحيانًا ولا يقنتون أحيانًا أخرى؛ لأنه سُنَّةٌ وليس بفرض ولا واجب، والمُثْبِتُ مُقَدَّمٌ على النافي كما هو معلوم، وإذا كان بعض الصحابة لم يقنت لأنه لم يَرَهُ من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن عدم الرؤية لا يدل على النفي المطلق، وقد ذكر ابن حزم أن ابن مسعود الذي كان لا يقنت خَفِىَ عليه وَضْعُ الأيدي على الركب في الركوع، وأن ابن عمر الذي لم يحفظه عن أحد من الأصحاب كما رواه البيهقي خَفِىَ عليه المسْحُ على الْخُفَّيْنِ. هذا في قنوت الصبح، وأما قنوت الوِتْرِ فهو سُنَّةٌ عند الشافعية في النصف الثاني من شهر رمضان، أما في غير ذلك، فهناك خلاف: فعند الحنابلة أن القنوت مَسْنُونٌ في الوتر في الركعة الواحدة في جميع السَّنَةِ، وعند المالكية والشافعية لا يُسَنُّ، ووافقهم الحنابلة في وراية عن أحمد. وعند الحنفية مسنون في كل أيام السنة، يقول ابن تيمية في فتاويه "مجلد 22 ص 264 ـ 269"..وأما قنوت الوتر فللعلماء فيه ثلاثة أقوال: 1 ـ قيل لا يُسْتَحَبُّ بحالٍ، لأنه لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قنت في الوتر. ـ وقيل : بل يُستحب في جميع السَّنَةِ كما نُقِلَ عن ابن مسعود وغيره، ولأن في السنن أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عَلَّمَ الحسن بن عليٍّ دعاءً يدعو به قنوت الوتر. 3 ـ وقيل بل يقنت في النصف الأخير من رمضان كما كان أُبَيُّ بن كعب يفعل. وقنوت النوازل مشروع في غير صلاة الصبح أيضًا قال النووي ـ وهو شافعي المذهب فيه ثلاثة أقوال، والصحيح المشهور الذي قطع به الجمهور أنه مشروع في كل الصلوات ما دامت فيه نازلة، وإلا فلا، ولم يَقُلْ بمشروعيته غيرهم، ورأى المالكية أنه إن وقع لا تبطل به الصلاة وهو مكروه. ومحل القنوت بعد الركوع عند الشافعية والحنابلة، وفي رواية عن أحمد أنه قال: أنا أذهب إلى أنه بعد الركوع، فإن قنت قبله فلا بَأْسَ. والمالكية والحنفية، يَقنتون قبل الركوع. والقنوت عند الشافعية يَحصل بأيَّةِ صيغة فيها دعاء وثناء مثل (اللهم اغفر لي يا غفور) وأفضله: (اللهمَّ اهْدِنِي فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقِنِي شَرَّ ما قضيتَ فإنك تقضى بالحق ولا يقضى عليك، وإنه لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ ولا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تباركتَ وتعاليتَ).وقد رُوِىَ عن الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عَلَّمَهُ إِيَّاهُنَّ كما رواه أبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم، وقال الترمذي: حديث حسن، ولا يُعرف عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيءٌ أحسن من هذا. ولفظه المختار عند الحنفية كما رواه ابن مسعود وعمر ـ رضي الله عنهما: اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونُثْنِي عليك ولا نَكْفُرُكَ، ونَخلع ونترك من يَفْجُرُكَ، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعي ونَحْفِدُ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، إن عذابك الجِدَّ بالكفار مُلْحَقٌ. يقول النووي : يُستحب الجمع بين قنوت عمر وما رى عن الحسن، وإلا فَلْيُقْتَصَرْ على رواية الحسن، وتُسَنُّ الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد القنوت.
1. عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي الخثعمي أن النبي- صلى الله عليه وسلم-
سئل: " أي الأعمال أفضل ؟ "
قال : " إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة "
قيل " فأي الصلاة أفضل ؟ "
قال : " طول القنوت "
قيل : " فأي الصدقة أفضل ؟ "
قال : " جهد المقل "
قيل : " فأي الهجرة أفضل ؟ "
قال : " من هجر ما حرم الله- عز وجل- ؟ "
قيل : " فأي الجهاد أفضل ؟ "
قال : " من جاهد المشركين بماله ونفسه "
قيل : " فأي القتل أشرف ؟ "
قال : " من أهريق دمه وعقر جواده "رواه أبو داود والنسائى وأحمد 0
35. القناعة:
وهي من أفضل الخصال البشرية التي تنهي عن التناطح العنيف نحو تحقيق السعادة المادية التي لا حد لها ، فهي تعالج الاضطرابات النفسية الناجمة عن الحقد والغيرة وكراهية الغير المنافس، وإن كان المسلم يحمد الله فليس لغرض غير. غرض السعادة الروحية والاطمئنان وقبول حالته بصدر رحب مع الملاحظ أن ذلك لا يعني الاستسلام والفشل والركود في الذل والخسارة والخصاصة بل إن القيم الأخلاقية الإسلامية تشجع كما هو معروف من جهة أخرى على الإقدام والابتكار لكن بدون أن تستعمل في ذلك وسائل القهر والعنف والحيل الظالمة والرذائل المكروهة بصفة عامة.
36. العفة:
قال تعالى: " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى(40) النازعات 0
ومن هنا يتجنب الفرد الشر والرذائل على مختلف أنواعها.
العفة خلق من أخلاق المرسلين والصالحين والتعفف درجات فمن الناس من يتعفف
عن الحرام, وهي درجة من درجات التقوى فعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه-
إن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأعطاهم ثم سألوه
فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده فقال :
" ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه
الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر "
رواه البخارى ومسلم ، ومن الناس من يتعفف عن الشبهات, وهي درجة من
درجات الورع, ومنهم من يتعفف عن الحلال وهي درجة من درجات الزهد.
والإسلام بتعاليمه يريد بناء البيت الإسلامي علي العفة والطهارة والنقاء فيهتم بالأم
لما لها من أثر كبير في حياة الأبناء فإذا كانت صالحة مستقيمة فلاشك أن الأبناء
ينشئون نشأة صالحة, ففي أحضان الأم تنمو عواطف الأبناء وعاداتهم وتقاليدهم
وسائر أخلاقهم وفضائلهم وجاءت تعاليم الإسلام موجهة جميع المؤمنين والمؤمنات
إلي عافية الطهر والعفاف فأمر الإسلام بغض البصر وعدم اختلاط الرجال
بالنساء وأحاط الإسلام والأسرة المسلمة بتعاليم قوية تكفل للأسرة والمجتمع الرشاد, وكان لمشروعية الحجاب أثر بالغ في الحفاظ علي عفاف الأسرة وأخلاقها وكرامتها,
فيحرم علي المرأة ألا تظهر من جسدها إلا جزءا من وجهها وكفيها, ومن أنوار
الحبيب وهديه صلي الله عليه وسلم ما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها
أن أسماء بنت أبي بكر دخلت علي النبي في لباس رقيق يشف عن جسدها
فأعرض عنها وقال:[ يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يري منها
إلا الوجه والكفين] وذلك تأكيدا لقول الله تعالي وأمره أن يحتجب النساء عن
الرجال بتغطية رءوسهن بالخمر- جمع خمار- وهي الطرحة التي تتدلى من الرأس
علي العنق وفتحة الصدر في الآيتين الأولي في سورة النور.
" وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:31)
والثانية في سورة الأحزاب قال الله تعالي:
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59)
وقد أجمع العلماء الثقة أن الله أمر بالعفة وستر العورات والبعد عن كل ما يثير الغرائز أو يحرك الشهوات, فقد شرع الله الحجاب حفاظا علي الأعراض وصيانة من الشبهات
روي جابر بن عبدالله أن رسول الله صلي الله عليه وسلم. قال: مافتح الرجل علي
نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب الفقر. ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه
الله. ولأن يأخذ أحدكم حبلاً فيعمد إلي هذا الوادي فيحتطب فيه ثم يأتي سوقكم هذا
فيبيعه بمد من تمر لكان خيراً من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه.
9. الحفظ وحصين من كل سؤ ومكروه
|
4-الحفظ والتحصين من كل سؤ ومكروه :
1- كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلي الصلاة 0
1-عن ابن عباس قال : قال رسول الله r :
"احفظ الله يحفظك ،احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فأسأل الله ، وإذا استعنت فأستعن بالله واعلم أنه لو اجتمعت الأنس والجن على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء قد كتبه الله لك ،ولو اجتمعت الأنس والجن علي أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،رفعت الأقلام وجفت الصحف "
2- " الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين "0
37. 3-{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285)لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَنا رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا أصرا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ لَبَتْ(286)}. البقرة
38. 4-عن أبي الدرداء رضى الله عنه قال: قال رسول الله r
39. :" اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش الكريم ،
40. ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 0
41. أعلم أن الله قد أحاط بكل شئ علما ،
42. اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر كل دابة أنت أخذت بناصيتها ،
43. إن ربى علي صراط مستقيم " 0
44.
45. 5-حسبي الله و نعم الوكيل
6- في حال الهم أو الحزن أو الغم أو إذا حزبه أمر :
7-قال داود عليه السلام :"إن لله سطوات ونقمات فإذا رأيتموها فداووا قرحكم بالدعاء ،فإن الله تبارك وتعالى يقول :
" لولا رجال خشع وأطفال رضع ،وبهائم رتع ،لصببت عليكم العذاب صبا " 0
8- " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " ،
" الله ربى ولا أشرك به شيئا " ،
" لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " 0
9- عن ابن عباس - رضى الله عنه - أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب :
" لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم
لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات والأرض رب العرش العظيم *
10- " اللهم إني عبدك أبن عبدك وابن عبدك وابن أمتك ،ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ،
عدل في قضاؤك ،أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته
أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ،أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي
ونور بصري وجلاء حزني ،وذهاب همي وغمي"
إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكان حزنه فرحا "
11- " اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ،
وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت "0
12- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- :" أتانىجبريل فقال :
" إن الله – عز وجل- أمرك أن تدعو بهؤلاء الكلمات فإنه يعطيك إحداهن :
اللهم أني أسألك تعجيل عافيتك وصبرا على بليتك وخروج من الدنيا إلى رحمتك " 0
8. 13 - اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ،
9. وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ،
10. اللهم إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك ، ومن الذل إلا لك ، ومن الخوف إلا منك ،
11. وأعوذ بك أن أقول زورا أو أغشى فجورا ،أو أكون بك مغرورا ،
12. وأعوذ بك من شماتة الأعداء ، وعضال الداء ، وخيبة الرجاء 0
اللهم إني أعوذ بك من شر خلقك ، ومن هم الرزق وسوء الخلق
يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين
14- من دعاء السيدة عائشة- رضى الله عنها- عندما أشتد عليها الكرب (اثر حادث الإفك )
قالت : " يا سابغ النعم يا دافع النقم يا فارج الهم
ويا كاشف الظلم يا اعدل من حكم ويا حسب من ظلم
يا ولى من ظلم يا أول بلا نهاية ويا أخر بلا بداية
يا من له أسم بلا كناية اللهم أجعل من آمري فرجا ومخرجا "
فانتبهت وأنا ريانة وشبعانة وقد أنزل الله فرجي وبراءتي من فوق سبع سموات 0
46. اذكروا الله يا عباد الله
47.
48. نحمد الله – تعالى - حمد الشاكرين، ونشكره علي كل نعمة أنعم بها علينا في قديم أو حديث ،
49. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، ونصلي ونسلم علي سيدنا محمد- صلي الله عليه وسلم- تركنا علي المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك ، ما من خير إلا ودلنا عليه وما من شر إلا وحذرنا منه ، فما من شئ يصيب المسلم إلا وله فيه أجر حتى الشوكة يشاكها ، بشرنا بذلك رسول الله- صلى الله علي وسلم- :
50. " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " رواه البخاري 0
51. ولا يخلو يوم من أيامنا إلا وكلاً منا يواجه من المشاكل والأبتلاءات ما تجعل للشيطان مدخل في أنفسنا يشككنا في أنه لا ملجأ ولا منجا من كل ما نواجه إلا بالتأمل في بعض آيات من كتاب الله ،
52. التي تكفل لنا ما يزيل أي إزعاج أو استعجاب 0
قال الأمام جعفر الصادق – رضى الله عنه - :
عجبت لمن أبتلى بالخوف ------------ كيف يغفل عن قول الله- تعالى -:
" حسبنا الله ونعم الوكيل " 0
عجبت لمن أبتلى بمكر الناس به ----- كيف يغفل عن قول الله – تعالى -:
" وأفوض أمري إلى الله أن الله بصير بالعباد " 0
عجبت لمن أبتلى بالضر ------------- كيف يغفل عن قول الله – تعالى -:
"رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " 0
عجبت لمن أبتلى بالغم --------------- كيف يغفل عن قول الله – تعالى -:
" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " 0
يا سبحان الله 000
عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح 0000
عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك000
عجبت لمن أيقن بالحساب ثم هو لا يعمل000
عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب 0000
عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها 00
53. ويطيب لي أن أذكر أخواني المسلمين بما قد نواجهه في حياتنا اليومية من أمورً كثيرة إذا لم نتذكر قول الله –تعالى – فيها قد يقع بعض منا فيما يغضب ربنا ، فإن الذكرى تنفع المسلمين ، ومنها :
1. لا تنزعج من الموت ------- -- وتذكر أن خير خلق الله محمد- صلى الله عليه وسلم- قد مات من
قبل وقال الله – تعالى- فيه :
" إنك ميت وإنهم ميتون(30)" الزمر
وقال الله تعالي فيه : " ألم يجدك يتيما فآوى (6) " الضحى
3. لا تنزعج من الفقر ------------- وتذكر بأن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم- كان فقيراً
ويعمل أجير عند السيدة خديجة- رضى الله عنها- قبل زواجه منها
وقال الله تعالي فيه : " ووجدك عائلا فأغنى(8)" الضحى
4. لا تنزعج من المرض ---------- وتذكر أن سيدنا أيوب- عليه السلام- إبتلاه الله بالمرض الشديد
وقال الله تعالى فيه : " وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت
أرحم الراحمين(83) فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه
أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين(84)"الأنبياء
5. لا تنزعج من غم أصابك -------- وتذكر أن سيدنا يونس عليه السلام حبس في بطن الحوت
وأصابه الغم والمرض وقال الله تعالى فيه :
" وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في
الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين(87) " الأنبياء
6. لا تنزعج من العقم -------------- - وتذكر دعاء نبي الله زكريا- عليه السلام- :
" وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين
( 89) الأنبياء
5. لا تنزعج من كثرة المال من الربا---- وتذكر قول الله – تعالي- :
" قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا
الله ياأولي الألباب لعلكم تفلحون(100) سورة المائدة 0
6. لا تنزعج إلي من يشكو من سوء خلق زوجته – وتذكر قول الله تعالى : "ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين(10) التحريم
7. لا تنزعج من التشاحن بين الأولاد ----- وتذكر أن قابيل قتل هابيل ولدى آدم- عليه السلام - من
أجل الحسد والحقد ، فألجأ إلى العدل و الحكمة بين أولادك
وتذكر قوله – تعالى - :
" فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ(30) المائدة 0
8. لا تنزعج من أذى قومك فقد أوذي الأنبياء و المرسلون من قبل وتذكر أن الله- تعالي- قال :
" أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء
وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب(214)البقرة
9. لا تنزعج من الكفر مع الغنى ----------------وتذكر أن الله تعالي قال : " ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين(178) آل عمران
10. لا تنزعج من ذنب أو خطأ أصبته ----- وتذكر قوله تعالى :
" وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ(30) الشورى 13. لا تنزعج من خطيئة أو ذنب ارتكبته في حق نفسك -- وتذكر قول رسول الله - صلي الله عليه وسلم- :
" لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار "
يجب علي العبد أن يحسن الظن بالله – سبحانه – فكل شيء بيده ، فهو حي قيوم لا يغفل عن شىء
- سبحانه وتعالى - ، كل ما يواجهه العباد مكتوب من قبل أن يولد المرء ، فما علينا إلا أن نفهم
حقيقة الابتلاء وما يصيب العباد من هم أو غم أو كرب أو حرن ( لا قدر الله ) ، وما علينا إلا أن نواجه كل ذلك بالصبر والاحتساب ، والذكر و الدعاء ، قال- صلى الله عليه وسلم - :
" ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم و خير لكم من إنفاق الذهب والورق ؟
قال : " ذكر الله " رواه مالك في الموطأ 0
وقال – تعالى – : "0 اذكروني أذكركم "
فيكفى المؤمن شرفاً بأن يذكر الله - تعالى - على كل حال و في كل زمان بالثناء الحسن و الحمد
والشكر فيذكرنا الله – تعالى –في الملأ الأعلى ويباهى بنا ملائكته الكرام 0
يجب علي كل داع أن يجتهد في ذكر الله- تعالى - لأنه أشمل وأعم من الدعاء حيث أن ذكر الله -- تعالي - هو أن يبرز العبد أسمى معاني توحيده لربه ،وحمده على آلائه ونعمه والثناء عليه سبحانه بذكر أوصافه وآلائه وأسمائه ،أما الدعـاء فإنه سؤال العبد حاجته ،وهما كجناحي طير في سماء توحيد الله- تعالى - ، فهما يقران بعبودية العبد لله - عز وجل- ، وتوحيده له فهو نعم المولى ونعم النصير 0
2- ذكر الله العبادة الشاملة :
إن الله تعالي فرض الفرائض كي يتقرب بها العباد إليه دون غلو أو ابتداع وجعلها بأعداد محددة وأوقاتا معينة بما يحب هو ويرضى ، ورد عن أبي ثعلبة الخشني رضى الله عنه عن رسول الله صلي اله عليه وسلم قال:" إن الله – تعالي- فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تعتدوها ،و حرم أشياء فلا تنتهكوها ،وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ". رواه الدارقطنى، وعن ابن عباس- رضى الله عنه- قوله: " لم يفرض الله تعالي فريضة علي عباده إلا جعل لها حدا معلوما وعذر أهلها في حال العذر غير الذكر ، فإنه لم يجعل له حدا ينتهي إليه ، ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا علي عقله "فلذلك أمرنا ربنا بذكره في كل الأحوال حيث قال :" فاذكروا الله قياما وقعودا وعلي جنوبكم " ،وقال :" اذكروا الله ذكرا كثيرا "
54. وهذه الفرائض أفضل ما يتقرب بها ألي الله :" من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب ،وما تقرب لي عبدا بأفضل ما افترضته عليه " ، فقد فرض الله - تعالى-علينا :
55. الشهادتين وحدها مرة في العمر 0
56. الصلاة "إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا " أي في أوقات معينة وتسقط عن الحائض والنفساء ولها أوقات يكره أدائها مثل بعد صلاة الفجر وقبل غروب الشمس 0
57. الزكاة محددة بربع العشر علي ما زاد عن النصاب وتسقط علي ما قل عن النصاب 0
58. الصيام في شهر رمضان ويسقط عند المرض بإطعام مسكين أو تؤجل عند السفر "فعدة من أيام أخر "ويكره الصيام في عيد الفطر ويوم الشك 0
59. الحج في أيام من شهر ذي الحجة ويسقط لمن لم يكن لديه القدرة 0
ولكنه أطلق ذكر ه وشكره في كل وقت و حين و في أناء الليل و أطراف النهار ،قال –تعالى - :
" الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلي جنوبهم "
وجعله بأبسط الكلام :
" كلمتان خفيفتان علي اللسان ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن :
" سبحان الله وبحمده ،سبحان الله العظيم "
فلا حد لعدد والخير لمن أكثر ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال : َ كَانَ رَسُولُ اللَّه-ِ صلي الله عليه وسلم -
يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَال :
" َ سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ "
قَالُوا : " وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّه ؟
ِ قَالَ : " الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ " رواه مسلم 48347
إلا إنه في بعض الأوقات يستحب علي كل مسلم أن يجتهد أكثر مثل وقت السـحر ( الثلث الأخير من الليل) وبعد الأذان و بين الأذان والإقامة أو في بعض الليـالي مثل ليلة القدر وليلة الجمعة أو في بعض الأيام مثل يوم عـرفة و يوم الجمعة أو في بعض الأشهر مثل شهر رمضان ، فلا يوجد وقت كراه في الذكر ولا تسقط عن أحد 0،ولا مشقة علي أحد 0
2- قال تعالى : " وأتل ما أوحى إليك من الكتاب ، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر والبغي ولذكر الله أكبر ،والله يعلم ما تصنعون " 45 العنكبوت 0
3- الذكر والدعاء من أهم الطاعات لأوامر الله - عز وجل- :
قال تعالي : " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا (42) الأحزاب
وقال تعالي : " وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ (60) غافر
· شخصية المسلم و اطمئنان النفس
60.
لو أردنا استعراض سمات شخصية المسلم
كما حددها الدين لاستغرقنا في الحديث، طويلا فلنكتف ببعض نماذج تستخلص من كلام الله
عز وجل وحديث رسوله صلي الله عليه و سلم حول سمات شخصية المسلم :
1- الإيمان بالقدر:
قال تعالى: { قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا
وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }وهنا ينبغي أن يفسر هذا القول دوما
بصفة إيجابية كحث على قبول المصائب بصدر رحب دون الالتجاء إلى مظاهر اليأس والوهن
والانهيار أو دون الالتجاء إلى السلوك العدواني المعاكس أو التهجمات المفرطة التي
لا يحمد عقباها، ولا يعني ذلك الاستسلام بل العمل على أن نتعدى أمرنا ونقفز بعد ذلك
إلى الأمام لنتغلب على الشدائد والمصائب.
2- مسئولية الاختيار:
قال تعالى: { بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } ، وهنا تتجلى حرية الفرد
في اختيار مواقفه وسلوكه بكل دراية وهو هدف عديد من العلاجات النفسية المعاصرة.
3- طلب العلم:
قال الله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ
بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي
عِلْماً } ، ويتضمن ذلك قابلية المؤمن للتوعية والإرشاد.
4- الصدق:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ
الصَّادِقِينَ } والصدق فضيلة هامة جدا يرتكز عليها اطمئنان النفس إلى حد بعيد ،
ويقاس به مدى انهيارها إذا خلفت ذلك، من ذلك أن بعض الأخصائيين في علم النفس الحديث
قد اخترعوا ركائز لقياس مقدرة الفرد على الصدق والإخلاص .
5 - التسامح :
قال الله تعالى{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
حَمِيمٌ } والتسامح من الفضائل الهامة لاطمئنان النفس ونيل الارتياح .
6- الأمانة:
قال تعالي: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ
نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }.
7- الرحمة :
قال رسول الله :صلى الله عليه و سلم " الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض
يرحمكم من في السماء " وهذه الخصال الحميدة لها وزن كبير في سلوك الأفراد الأسوياء
والمرضى في آن واحد، ولنذكر هنا بطاعة الوالدين والعناية بهما وبضرورة حسن معاملة
الأولياء لأبنائهم ولذويهم على أسس المحبة والرحمة.
8- التعاون :
قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى } ، { إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ، { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ
أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }، وقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " وفي ذلك أعظم
العبر وأسمى التعاليم للتوافق الأسري والاجتماعي الذي ترتكز عليه قواعد الصحة
النفسية.
9- القناعة:
وهي من أفضل الخصال البشرية التي تنهي عن التناطح العنيف نحو تحقيق السعادة المادية
التي لا حد لها ، فهي تعالج الاضطرابات النفسية الناجمة عن الحقد والغيرة وكراهية
الغير المنافس، وإن كان المسلم يحمد الله فليس لغرض غير. غرض السعادة الروحية
والاطمئنان وقبول حالته بصدر رحب مع الملاحظ أن ذلك لا يعني الاستسلام والفشل
والركود في الذل والخسارة والخصاصة بل إن القيم الأخلاقية الإسلامية تشجع كما هو
معروف من جهة أخرى على الإقدام والابتكار لكن بدون أن تستعمل في ذلك وسائل القهر
والعنف والحيل الظالمة والرذائل المكروهة بصفة عامة.
10- الصبر:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ
وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } ، {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}، ويا
لها من عبرة فائقة في هذا الصدد حيث تتكاثر الأمثلة في مجال الطب النفسي التي تبرهن
على أهمية الصبر والتحكم في النفس على هذا الأساس.
11- العفة:
قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ
مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ
الْمَأْوَى }ومن هنا يتجنب الفرد الشر والرذائل على مختلف أنواعها.
12- القوة والصحة:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن
الضعيف.. " .
وفي ذلك تشجيع على تقوية النفس وتسييرها نحو الإقدام والشجاعة ومزيد من الفاعلية
والتفاؤل للخير مستقبلا وكذلك بقصد تجنب كل بوادر اليأس والانهيار.