أفضل طريقة لاغتنام الدقيقة
للشيخ : محمد بن إبراهيم الحمد
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فان الوقت هو عمر الإنسان، ومن اجلّ ما ُيصان عن الإضاعة والإهمال، والحكيم الخبير
من يحافظ على وقته، فلا يتخذه وعاء لأبخس الأشياء واسخف الكلام، بل يقصره على
المساعي الحميدة والأعمال الصالحة التي ترضي الله سبحانه وتعالى، وتنفع الناس فكل
دقيقة من عمرك قابلة لأن تضع فيها حجراً يزداد به صرح مجدك ارتفاعا، ويقع به قومك
في السعادة باعاً أو ذراعاً.
فإن كنت حريصاً على أن يكون لك المجد الأسمى، ولقومك السعادة العظمى فدع الراحة
جانباً، وأجعل بينك و بين اللهو حاجباً.
هذا وإن الدقيقة من الزمن يمكن أن ُيفعل فيها خير كثير وينال بها أجر كبير، دقيقة
واحدة فقط يمكن أن تزيد في عمرك، في عطائك، في فهمك، في حفظك، في حسناتك، دقيقة
واحدة تكتب في صحيفة أعمالك إذا عرفت كيف تستثمرها وتحافظ عليها:احرص على النفع
الأعم من الدقيقة إن تنسـها تـنـس الأهــم بل الحقيقة وفي ما يلي من أسطر ذكر
لمشاريع استثمارية تستطيع إنجازها في دقيقة واحدة بإذن الله:
دقيقة واحدة تمضيها مع كتاب الله تعالى في :
1. قرأت سورة الفاتحة (7) مرات سرداً وسراً،
وحسب بعضهم حسنات قراءة الفاتحة فإذا هي أكثر من(1400) حسنة ؛
فإذا قرأته ا(7 ) مرات يحصل لك بإذن الله أكثر من (9800) حسنة 0
.2 قرأت سورة الإخلاص : قل هو الله أحد (20) مرة سرداً و سراً،
وقراءتها مرة واحدة تعدل ثلث القرآن ،
فإذا قرأتها (20) مرة فإنها تعدل القرآن (7 ) مرات ،
ولو قرأتها كل يوم في دقيقة واحدة (20 ) مرة لقرأتها في الشهر (600) مرة ،
وفي السنة (7200 ) مرة، وهي تعدل في الأجر قراءة القرآن 2400 مرة.
.3 قرأت وجهًا من كتاب الله .
.4 تحفظ آية قصيرة من كتاب الله .
دقيقة واحدة تستطيع تذكر الله بالأذكار الأتية تقول:
1. " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد “ وهو على كل شيء قدير "
(20) مرة ، وأجرها كعتق رقاب في سبيل الله تعالى من ولد إسماعيل.
2. " سبحان الله وبحمده " (100) مرة ،
ومن قال ذلك غفرت ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر.
3. " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " (50 )مرة كما روى البخاري
وهما كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن ،
4. " سبحان الله ، والحمد لله، ولا إله إلا الله ، والله أكبر "
أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس” رواه مسلم ، وهذه الباقيات الصالحات هي أحب الكلام
إلى
الله ، وأفضل الكلام ، ووزنهن في الميزان ثقيل
كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
5. " لا حول ولا قوة إلا بالله " أكثر من(40 ) مرة ، كما روى البخاري ومسلم ،
وهي كنز من كنوز الجنة كما أنها سبب عظيم لتحمل المشاق ، والتضلع بعظيم الأعمال.
6. " لا إله إلا الله " (50 )مرة تقريباَ ، وهي أعظم كلمة،
فهي كلمة التوحيد، والكلمة الطيبة ، والقول الثابت ، ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة
، إلى غير
ذلك مما يدل على فضلها وعظمتها.
7. " سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه، ورضا نفسه وزنة عرشه، ومداد كلماته " أكثر من
(15 ( مرة
وهي كلمات تعدل أضعافاَ مضاعفة من أجور التسبيح والذكر كما صح عنه عليه الصلاة
والسلام.
8. " أستغفر الله " أكثر من(100 ) مرة
ولا يخفى عليك فضل الاستغفار، فهو سبب للمغفرة، ودخول الجنة، وهو سبب للمتاع الحسن،
وزيادة القوة، ودفع البلايا، وتيسير الأمور، ونزول الأمطار، والإمداد بالأموال
والبنين.
9. " صلى الله عليه وسلم " تصلي على النبي (50) مرة
فيُصلي عليك الله عزّ وجلّ مقابلها(500 ) مرة ، لأن الصلاة الواحدة بعشر أمثالها .
دقيقة واحدة تستطيع تقوم بأعمال الخير الآتية :
1. تلقي كلمة مختزلة مختصرة ، وربما يفتح الله بها من الخير مالا يخطر لك ببال.
2. أن تتفكر في خلق السماوات والأرض، فتكون من أولي الألباب اللذين أثنى الله عليهم
في
كتابه الكريم.
3. ينبعث قلبك إلى شكر الله، ومحبته، وخوفه، ورجائه والشوق إليه، فتقطع مراحل في
العبودية
وقد تكون حينئذ مستلقياَ على فراشك أو سائراَ في طريقك.
4. أن تقرأ أكثر من صفحتين من كتاب مفيد يسير الفهم.
5. أن تصل رحمك عبر الهاتف.
6. ترفع يديك وتدعو بما شئت من جوامع الدعاء.
7. تسلم على عدد من الأشخاص وتصافحهم.
8. تنهى عن منكر.
9. تأمر بمعروف.
10. تقدم نصيحة لأخ.
11. تشفع شفاعة حسنة - أي تقوم بوساطة خير.
12. تواسي مهموماَ .
13. تميط الأذى عن الطريق.
اغتنام الدقيقة الواحدة يبعث على اغتنام غيرها من الأوقات الطويلة المهدرة.
قال الشافعي رحمه الله:
إذا هجع النوّام أسبلت عبرتي *** وردّدت بيتاَ وهو من ألطف الشعر
أليس من الهجران أن ليالياَ *** تمر بلا علم وتحسب من عمري
وقال الشاطبي رحمه الله:
ولو أن عيناَ ساعدت لتوكفت *** سحائبها بالدمع ديما َو هطّّلا
ولكنها عن قسوة القلب قحطها *** فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا
وأخيراَ فبقدر إخلاصك ومراقبتك لله تعالى يعظم أجرك، وتكثر حسناتك.
واعلم أن معظم هذه الأعمال لا يكلفك شيئاَ، فلا يلزمك طهارة أو تعب أو بذل جهد بل
قد تقوم به
وأنت تسير على قدميك أو على السيارة أو وأنت مستلق أو واقف أو جالس أو تنتظر أحد
كما أن هذه الأعمال من أعظم أسباب السعادة، وانشراح الصدر، وزوال الهموم والغموم.
وفي الختام أقترح عليك يا أخي الحبيب أن تحفظ هذه الورقة في جيبك، لكي تستذكر هذه
الأعمال ،
ولكي تقرأها على إخوانك المسلمين، فتعينهم بذلك على اغتنام أوقاتهم ، ولا تحقرن من
المعروف
شيئاَ ، والدال على الخير كفاعله ، والله يحفظك ويرعاك.