الميلاد المحمدي كان تصحيحا لمسار الإنسانية لخير البشرية
يمر بنا التاريخ لنتذكر يوم ميلاد نبي البشرية سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم, وأن المقصود بذكري يوم المولد ذكر إبداء التوجيه والنصح والدلالة علي الخير في حياة المسلم.
وفي هذا التحقيق يؤكد الدكتور طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر أن الميلاد المحمدي كان تصحيحا لمسار البشرية في جميع نواحي الحياة. تم التصحيح من خلال العقيدة وأخرج الإنسان من ظلمات عبادة الحجر الذي لا يضر ولا ينفع إلي عبادة الله الواحد الفرد الصمد الرحمن الرحيم الذي لا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير. تم التصحيح من خلال تشريع العبادات التي تعبد بها الإنسان إلي ربه ليكون من ورائها الإنسان الذكي الطاهر, قال تعالي( قد أفلح من تزكي وذكر اسم ربه فصلي) تم التصحيح من خلال الخلق الرشيد الذي يتخلق به الإنسان, وهو ذلك الخلق القائم علي الحياء الذي يحفظ فيه الإنسان الرأس وما وعي والبطن وماحي, قال صلي الله عليه وسلم[ إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء] رواه الترمذي 0
تم التصحيح في مجال المعاملات فخرج الإنسان من ظلمات الربا وأكل أموال الناس بالباطل إلي أنوار المعاملات القائمة علي مبادئ الحلال وطيب الأرزاق.
تم التصحيح في ميدان العلاقات الإنسانية فانتقل الإنسان من ظلمات القسوة والتجبر وتسلط الأقوياء علي الاستعباد إلي أنوار التراحم والبر والتقوى. تم التصحيح في ميدان العقل الإنساني لينتقل الإنسان من ظلمات الجهل والخرافات والأفكار الضالة إلي أنوار العلم والمعرفة حيث جعل الإسلام طلب العلم فريضة علي كل مسلم.
ويؤكد الدكتور طه خضير الأستاذ بجامعة الأزهر:أن الرسالة المحمدية أشرقت بالعلوم والمعارف فقبل بعثته صلي الله عليه وسلم كان إلههم الأحجار والأشجار ورسولهم الهوى والشيطان ودينهم الأنانية والمادية ومبادئهم العصبية والوحشية وغاياتهم إشباع المطامع والشهوات. وعن الحاجة الملحة للتخلص من هذه الجاهلية قال: كان العالم كله في أمس الحاجة إلي مخلص ومنقذ ومحرر, فكانت البشرية تترقب ظهور من يخلصها من ظلم طال أمره فكان بعثه خيرا للبشرية وتصحيحا لمسار الإنسانية. وبسؤاله عن واجب الأمة في أوقاتنا المعاصرة قال: لابد لهذه الأمة من وحدة قوية تجمع شملها وتلم شتاتها حتى تكون قوة تناصر فلسطين وتحمي كل باب إسلامي وترد كيد المعتدين وتحمي المقدسات الإسلامية, وتصون أعراض الناس ودماءهم, بذلك نكون أسعد وأرقي المجتمعات والأمم. وسألناه كيف كرم الله تعالي سيدنا محمد!؟ قال: لقد اكرم الله تعالي هذه الأمة بإكرام رسولها حيث فضله علي سائر الأنبياء والمرسلين فقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم.
[أن الله اتخذ إبراهيم خليلا وموسى نجيا واتخذني حبيبا ثم قال الله تعالي لأثرن( أي افضلن) حبيبي علي خليلي ونجي] رواه البخاري.