أوجب الحقوق البشرية
الصلاة علي خير البرية
شاءت إرادة الله تعالي أزلا أن
يكون لعبده ورسوله محمد مكانة عالية في الملأ الأعلى لم يصل إليها مخلوق ومكانة
سامية في الحياة الدنيا في حياته وبعد وفاته لم تكن لأي إنسان.
قال الله عز وجل: " إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً" (الأحزاب:56)
في هذه الآية الكريمة تشريف وتعظيم للنبي ليس له نظير:
أولا : التعبير في الآية بالفعل( يصلون) بصيغة المضارع الذي يفيد الاستمرار أي إن الله وملائكته
يصلون علي النبي دائما وأبدا. كما أكد ذلك بـ إن فلم يقل: " الله وملائكته يصلون علي النبي”
ولكنه قال: " إن الله وملائكته يصلون علي النبي” . وخبر(إن) محذوف وتقديره ( أن الله
يصلي والملائكة يصلون علي النبي ) .
ثانيا : عبر عن النبي دون ذكر اسمه ـ علي خلاف الحديث عن باقي الأنبياء والمرسلين بذكر أسمائهم ـ
وفي ذلك إشارة إلى ما اختص الله تعالي النبي محمدا بمزيد التشريف والتكريم.
ثالثا : لم يقل) أن الله وملائكته يصلون علي الرسول( ليوافق الآية التي قبلها والآية التي بعدها اللتين
تحدثنا عن الرسول وإنما قال : " أن الله وملائكته يصلون علي النبي " حتى يكون سبب
صلاة الله وملائكته علي النبي ليس حمله الرسالة, وليس درجته من النبوة, ولكن السبب
شخص النبي المكرم, وذاته الشريفة, فضلا عن كونه نبيا ورسولا.
رابعا : قوله تعالي: " وملائكته يصلون علي النبي " يدل علي أن الملائكة ليسوا مأمورين بالصلاة
فحسب بل أن الصلاة علي النبي مفروضة عليهم فرضا.. وقد يكون الله تعالي قد جعل فريقا من
الملائكة لا عمل لهم إلا أن يصلوا علي النبي دائما وأبدا في الملأ الأعلى.
وإذا تفكرنا في هذا فأننا نري ببصيرتنا أن الكون في مهرجان نوراني عظيم تتجاوب أرجاؤه
بنغمات ملائكية عذبة بالصلاة علي النبي منذ خلقهم والي يوم القيامة.
خامسا : ذكرت الآية اسم الجلالة الأعظم( الله ) في مقام صلاة الله علي نبيه, دلالة علي أن الكون كله
يصلي علي النبي, وان الصلاة علي النبي واجبة ومفروضة علي الملائكة, وعلي الكون كله,
وعلي حملة العرش وعلي المؤمنين في الدنيا في كل زمان ومكان والي أن يشاء الله.
سادسا : وما هي صلاة الله- عز وجل- علي نبيه ؟ سئل رسول الله - صلي الله عليه وسلم- عن ذلك فلم
يجب وإنما قال : " هذا في علم الله المكنون ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم "
وبذلك تفهم أن صلاة الله تعالي علي رسوله أمر لا يعلمه إلا الله ورسوله.. وقد يكون ـ والله أعلم ورسوله
ـ أنه ثناء الله تعالي علي النبي 0