شريعة الإسلام خاتمة
قولاً وفعلاً
كتب - محمد زين العابدين :
ليس الإسلام شريعة خاتمة بالقول وإنما بالفعل أيضا. لأنها نظمت شئون الحياة من جميع جوانبها. ولذلك كان رسول الإسلام هو النبي الخاتم
يسأل القارئ منتصر حسن محمد - من تلا منوفية قائلا: لماذا جعل الله تعالي نبيه محمداً صلي الله عليه وسلم خاتم الأنبياء ورسالته خاتمة الرسالات؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور جمال الدين حسين الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر يقول: شاءت حكمة الله تعالي أن يرسل للناس رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل. وهؤلاء الرسل قد جاءوا لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلي النور. ولقد اختص الله عز وجل رسوله محمداً بأن جعله خاتم النبيين والمرسلين.
قال الله تعالي: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين" ومما يؤكد ذلك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي. وذكر منها أن الله قد ختم به الأنبياء والمرسلين" ولعل الحكمة في ذلك ترجع إلي أن البشرية قد بلغت أقصي نضجها العقلي في عهد النبي صلي الله عليه وسلم.
ومن هنا فقد امتن الله تعالي علي البشرية بأن أنزل إليهم دينا فيه كل ما يصلح لأمور الدنيا والآخرة قال الله تعالي: "ما فرطنا في الكتاب من شيء" فهذا الدين يشتمل علي كل ما يصلح أحوال البشرية من أمور السياسة والاقتصاد والدين كما أن هذا الدين قد جاء بكل ما اشتملت عليه الديانات السابقة من عقائد تتعلق بالإيمان بالله والرسل والملائكة والكتب والقدر خيره وشره حلوه ومره. وتميزت الشريعة الإسلامية بأن نظمت شئون الحياة من العبادات والمعاملات والحرب والسلام والعلاقات بين الأفراد والجماعات. كما نظمت شئون الأسرة والمواريث والأخلاق ووضعت نظاماً للحياة والتعاون بين الناس. وهي تعيش مع الإنسان منذ ولادته وحتى نهاية حياته. فنصت علي اختيار الأم وأن يكون حسنا حتى تقوم علي تربية الأبناء بمثل ما تربت هي عليه. كما أشار النبي صلي الله عليه وسلم إلي أن تكون أسماء الأبناء حسنة تشرح النفوس ولا تقبضها ولا تشير إلي سيئة من السيئات. وغير ذلك وهي قبل هذا وذاك جعلت العبادات مقومة للأخلاق والسلوك فالصلاة مثلاً تنهي عن الفحشاء والمنكر. وإذا لم يتحقق هذا الهدف من صلاة الفرد فصلاته مهدرة ولا ثواب لها. والصيام يربي الذات والإرادة والزكاة هي أفضل نظام للتعاون الاجتماعي وهي بالإضافة إلي ذلك تربي في الإنسان الصدقة لتجاوز الزكاة المفروضة إلي التطوع بالزكاة غير المفروضة. والحج هو الدليل الأعظم علي وحدة الأمة حيث تقوم بعمل واحد هو أعمال الحج وفي زمان واحد هو أشهر الحج وفي مكان واحد هو مكة المكرمة. ومن لا يسعده الحظ بالحج يظل قلبه معلقاً بالحجاج وهم يؤدون مناسكهم. فما علينا إلا أن نتمسك بهذا الدين الخاتم الذي امتن الله به علينا حتى نسعد في الدارين.