أسماء الله الحسنى
]
وَلِلَّهِ
الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
[
(لأعراف:180)
]
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى
[
( طه : 8)
]قُلِ
ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ
الْحُسْنَى
[(الإسراء:110)
---------------------
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" إِنَّ لِلَّهِ
تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا
دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنَّ اللَّهَ
وِتْرٌ
يُحِبُّ الْوِتْر "َ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ مَنْ أَحْصَاهَا "4835
رواه مسلم 0
حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ
أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً
وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ
هُوَ اللَّهُ
الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ الْغَفَّارُ الْقَهَّارُ الْوَهَّابُ
الرَّزَّاقُ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الْخَافِضُ الرَّافِعُ
الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْحَكَمُ الْعَدْلُ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ الْغَفُورُ الشَّكُورُ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ
الْحَفِيظُ الْمُقِيتُ الْحَسِيبُ الْجَلِيلُ الْكَرِيمُ الرَّقِيبُ الْمُجِيبُ
الْوَاسِعُ الْحَكِيمُ الْوَدُودُ الْمَجِيدُ الْبَاعِثُ الشَّهِيدُ الْحَقُّ
الْوَكِيلُ الْقَوِيُّ الْمَتِينُ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ الْمُحْصِي الْمُبْدِئُ
الْمُعِيدُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْوَاجِدُ الْمَاجِدُ
الْوَاحِدُ الصَّمَدُ الْقَادِرُ الْمُقْتَدِرُ الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ
الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ الْوَالِيَ الْمُتَعَالِي الْبَرُّ
التَّوَّابُ الْمُنْتَقِمُ الْعَفُوُّ الرَّءُوفُ مَالِكُ الْمُلْكِ ذُو الْجَلالِ
وَالإِكْرَامِ الْمُقْسِطُ الْجَامِعُ الْغَنِيُّ الْمُغْنِي الْمَانِعُ الضَّارُّ
النَّافِعُ النُّورُ الْهَادِي الْبَدِيعُ الْبَاقِي الْوَارِثُ الرَّشِيدُ
الصَّبُور"
قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
صَالِحٍ وَلا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ وَهُوَ ثِقَةٌ
عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا نَعْلَمُ
فِي كَبِيرِ شَيْءٍ مِنْ الرِّوَايَاتِ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ذِكْرَ الأَسْمَاءِ
إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَقَدْ رَوَى آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ هَذَا الْحَدِيثَ
بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ فِيهِ الأَسْمَاءَ وَلَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ 0
الدعاء بأسماء الله
الحسنى
اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في
قضاؤك،
أسـألك بكل أسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو
علمته
أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن
الكريم
ربيع قلوبنا ونور أبصارنا و جلاء أحزاننا و ذهاب همومنا 0
اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى ،
التي إذا دعيت بها أعطيت ، أن تغفر لي ذنوبي ولوالدي ، وللمسلمين
والمسلمات ،
الأحياء منهم والأموات .
اللهم
إني
أدعوك
الله
الرحمن
وأدعوك
البر
الرحيم
وأدعوك
بأسمائك
الحسنى
كلها
ما
علمت
منها
وما
لم
أعلم
أن
تغفر
لي
وترحمني 0
اللهم إني أسألك بأنك أنت
الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .
اللهم أنت أحق من ذكر ، أحـق من
عبد ، وانصـر من ابتغي ، وارأف من ملك ، وأجود من سـئل ، أوسع من أعطي ،
أنت الملك لا شريك لك ، والفرد الذي لا ند لك، كل شيء هالك إلا وجهك ،
لن تطاع إلا بإذنك ، ولن تعصي إلا بعلمك ،
تطاع فتشكر وتعصي فتغفر اقرب شهـيد ، وادني حفيظ حلت دون النفوس، وآخذت بالنواصـي ، وكتبت
الآثار، ونسخت
الآجال ، القلوب لك مفضية ، والسر عندك علانية، الحـلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والخـلق
خلقك والعبد عبدك ، وأنت الله الرؤوف الرحيم ، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض
وبكل حق هو
لك وبحق السائلين عليك أن تقبلني في هذه الغداة ،وان تجيرني من الـنار بقدرتك .
اللهم أنت السلام ومنك السلام
وإليك يعود السلام أسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تستجيب لنا دعـواتنا ، وأن
تعطينا رغبتنا
وأن تغنينا عمن أغنيته عنا من خلقك ، رب قني عذابك يوم تبعث عبادك .
اللهم غارت النجوم وهدأت العيون
وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ، يا حي يا قيوم أهدي ليلي وأنم عيني ، يا
حي يا
قيوم برحمتك أستغيث ،أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين .
اللهم رب جبرائيل و ميكائيل
وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ،عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما
كانوا
فيه يختلفون من الحق بإذنك ، إنك تهدى من تشاء إلي صراط مستقيم 0
اللهم يا ذا الجلال و الإكرام لك
وجهت وجهي فأقبل إلي بوجهك الكريم ، استقبلني بمحض عفوك وكرمك
وأنت ضاحك إلي و
راض عني ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم بديع السموات والأرض ذو
الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلا لك ونور وجهك أن
تنور
بكتابك بصري ، وأن تطلق به لساني ، وأن تفرج به عن قلبي ، وأن تشرح به صدري ، وأن تستعمل به بدني ،
فأنه لا
يعينني علي الحق غيرك، ولا يؤتيني إلا
أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
اللهم رب السموات والأرض ورب
العرش العظيم ربنا و رب كل شيء ، فالق الحب والنوى ، منزل التوراة والإنجيل والفرقان ،
أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الأخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر
فليس فوقك شئ ، وأنت الباطن فليس دونك شئ ،أقض عني الدين ، وأغنني من الفقر
اللهم أنت الرزاق ذ و القوة
المتين ،أنت خير الرازقين ترزق من تشاء بغير حساب . سبحانك 00 رزقك ماله من نفاذ
، بيدك
الخير إنك علي مل شئ قدير .يا ودود ، يا ودود ، يا ذا العرش
المجيد ، يا مبدئي يا معيد ، يا فعال لما يريد ، أسألك بعزتك
التي لا ترام ، وبملكك الذي لا يضام ، وبنور وجهك الذي ملأ أقطار عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها علي خلقك ،وبرحمتك
التي وسعت كل شيء ،لا إله إلا أنت ---يا مغيث أغثني . يا غياث المستغيثين أغثني ،ويا جيار
المستجيرين أجرني ،
ويا أمان الخائفين أمني ،وقني شر من حولي ، واحفظني من فوقى ومن تحتي ,والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين 0
اللهم فاطر السموات والأرض ،
عالم الغيب و الشهادة ، رب كل شئ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت ،أعوذ بك من شر
الشيطان
وشركه وأن أقترف علي نفسي سوءا أو أجره إلي مسلم .
عن عبد الله بن مسعود أن رسول
الله- صلى الله عليه وسلم – قال :
" من قال اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة
إني أعهد إليك في هذه الحياة
الدنيا أني أشهد أن لا إله إلا أنت
وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك ، فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني
من الشر وتباعد ني من الخير ، وإني لا
أثق إلا برحمتك ، فاجعل
لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامةإنك لا تخلف الميعاد "
إلا قال الله لملائكته يوم
القيامة إن عبدي قد عهد إلي عهدا فأوفوه إياه فيدخله
الله الجنة 0 رواه أحمد 3721
قال نبي الرحمة- عليه صلوات الله وسلامه- :
"جاءني جبريل عليه السلام بدعوات فقال : إذا نزل بك أمر من أمور دينك فقدمهن ثم سل
حاجتك :
" يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ويا صريخ المستصرخين ويا غياث المستغيثين ، ويا كاشف السوء
يا أرحم الراحمين بك أنزل حاجتي وأنت أعلم بها فأقضها يا رب يا كريم " 0
اللهم فارج الهم وكاشف الغم ومجيب
دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أنت ترحمني فارحمني برحمة
تغنيني بها عمن سواك .
اللهم صلى على
سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد
كما صليت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم أنك حميدا مجيد
أسم الله الأعظم في هذه ألآيات
:
1- ]
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
[
(البقرة:163)
2- ]
الم(1) اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ(2)
[
(آل عمران:1-2)
3-
]
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ(22) هُوَ
اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ
الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ
الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ(23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ
الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ
الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(24)
(الحشر :22-24)
4-
]
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(1)
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(2) هُوَ الأَوَّلُ
وَالآخِر وَالظَّاهِرُ
وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا
يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ
مِنَ السَّمَاء وَمَا
يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
بَصِيرٌ(4)
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ(5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي
النَّهَارِ
وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي
اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(6) (الحديد:1-6)
فضل في شرح أسماء الله
الحسنى
(شرح الشيخ السعدي مع بعض الإضافات)
قد تكرر كثير من
أسماء الله الحسنى في القرآن بحسب المناسبات ، والحاجة داعية إلى التنبيه إلى
معانيها الجامعة فنقول :
قد تكرر اسم
}
الرب
{
في آيات كثيرة .
و" الرب " هو :
المربي جميع عباده ، بالتدبير ، وأصناف النعم . وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح
قلوبهم ، وأرواحهم ،
وأخلاقهم . ولهذا
كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل ، لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة .
}
الله
{
هو المألوه المعبود ، ذو الألوهية والعبودية
على خلقه أجمعين ، لما اتصف
به من صفات الألوهية التي هي صفات
الكمال .
}
الملك ، المالك ، الذي له الملك
{
فهو الموصوف ، بصفة الملك ، وهي صفات
العظمة والكبرياء والقهر والتدبير ، الذي
له التصرف المطلق في
الخلق ، والأمر ، والجزاء ، وله جميع العالم ، العلوي والسفلي ، كلهم عبيد
ومماليك ،
ومضطرون إليه .
}
الواحد الأحد
{
وهو الذي توحد بجميع الكمالات ، بحيث لا يشاركه فيه مشارك
. ويجب
على العبيد توحيده عقداً ، وقولاً ،
وعملاً ، بأن يعترفوا بكماله المطلق ، وتفرده بالوحدانية ، ويفردوه بأنواع العبادة .
}
الصمد
{
وهو الذي يقصده الخلائق كلها
، في جميع حاجاتها ، وأحوالها وضروراتها ، لما له من الكمال المطلق في ذاته ،
وأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله .
}
العليم الخبير
{
وهو الذي أحاط علمه بالظواهر
والبواطن ، والإسرار والإعلان ،
والواجبات ، والمستحيلات ، والممكنات ،
وبالعالم العلوي ، والسفلي ،
وبالماضي ، والحاضر والمستقبل فلا يخفي عليه شيء من الأشياء .
}
الحكيم
{
وهو الذي له الحكمة العليا في خلقه ، وأمره الذي أحسن كل شيء خلقه }ومن
أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون
{
. فلا
يخلق شيئاً عبثاً ، ولا يشرع
شيئاً سدي، الذي له الحكم في الأولي والآخرة ، وله الأحكام الثلاثة لا يشاركه فيها
مشارك : فيحكم بين عباده ، في
شرعه ، وفي قدره ، وجزائه .
والحكمة : وضع الأشياء مواضعها ، وتنزيلها منازلها .
}
الرحمن الرحيم والبر الكريم ، الجواد ، الرؤوف ، الوهاب
{
.
هذه
الأسماء تتقارب معانيها ، وتدل كلها على اتصاف الرب بالرحمة ،
والبر ، والجود ، والكرم ، وعلى سعة رحمته ومواهبه ، التي عم بها جميع
الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته. وخص
المؤمنين منها بالنصيب
والحظ الأكمل . قال تعالى :
}
ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون
{
الآية
.والنعم والإحسان كله من آثار رحمته ، وجوده ، وكرمه
وخيرات الدنيا والآخرة كلها من آثار رحمته .
}
السميع
{
لجميع الأصوات باختلاف اللغات
على تفنن الحاجات .
}
البصير
{
الذي يبصر كل شيء وإن رق وصغر ، فيبصر دبيب النمل السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء .
ويبصر ما تحت الأرضين السبع ،
وما فوق السموات السبع ، وأيضاً سميع بصير ، بمن يستحق الجزاء بحسب حكمته
والمعنى الأخير يرجع إلى
الحكمة .
}
الحميد
{
في ذاته ، وأسمائه ،
وصفاته ، وأفعاله . فله من الأسماء أحسنها ومن
الصفات أكملها ، ومن الأفعال أتمها وأحسنها ،
فإن أفعاله تعالى ، دائرة
بين الفضل والعدل .
}
المجيد الكبير العظيم الجليل
{
وهو الموصوف بصفات المجد ، والكبرياء ،
والعظمة ، والجلال ،
الذي هو أكبر من كل شيء ، وأعظم من كل شيء ،
وأجل وأعلى . وله
التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه . قد ملئت
قلوبهم من تعظيمه ،
وإجلاله ، والخضوع له ، والتذلل لكبريائه
}
العفو الغفور الغفار
{
الذي لم يزل ، ولا يزال
بالعفو معروفاً ، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفاً . كل أحد مضطر إلى
عفوه ومغفرته ، كما هو
مضطر إلى رحمته وكرمه . وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى
بأسبابها ، قال تعالى :
}
وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى
{
.
}
التواب
{
الذي لم يزل يتوب على التائبين ، ويغفر ذنوب المنيبين . فكل من تاب إلى الله توبة نصوحاً ، تاب الله عليه . فهو
التائب على التائبين : أولاً بتوفيقهم
للتوبة والإقبال بقلوبهم إليه ، وهو التائب عليهم بعد توبتهم ، وقبولاً لها ،
وعفواً عن
خطاياهم .
}
القدوس ، السلام
{
أي : المعظم المنزه عن صفات النقص كلها
فهو المتنزه عن جميع العيوب ، والمتنزه عن أن يقاربه أو
يماثله ، أحد في شيء من الكمال
}
ليس كمثله شيء
{
,
}
ولم يكن له كفواً أحد
{
}
فلا تجعلوا لله أنداداً
{
.
فالقدوس كالسلام ، ينفيان كل نقص من جميع الوجوه ، ويتضمنان الكمال المطلق من جميع
الوجوه ، ولأن النقص إذا
انتفى ثبت الكمال كله .
}
العلي الأعلى
{
وهو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه ، علو الذات ، وعلو القدر والصفات ، وعلو القهر . فهو الذي
على العرش استوى ، وعلى الملك احتوى . وبجميع صفات العظمة والكبرياء والجلال والجمال وغاية
الكمال اتصف
وإليه فيها المنتهى .
}
العزيز
{
الذي له العزة كلها : عزة القوة ، وعزة الغلبة ، وعزة الامتناع
. فامتنع
أن يناله أحد المخلوقات ، وقهر جميع الموجودات ، ودانت له الخليقة ،
وخضعت لعظمته .
}
القوي المتين
{
هو في معنى العزيز .
}
الجبار
{
هو بمعنى العلي الأعلى ، وبمعنى القهار ، وبمعنى " الرؤوف
" الجابر للقلوب
المنكسرة ، وللضعيف العاجز ، ولمن
لاذ به ، ولجأ إليه .
}
المتكبر
{
عن السوء ، والنقص والعيوب ، لعظمته وكبريائه .
}
الخالق البارئ المصور
{
الذي خلق جميع الموجودات ، ويراها ، وسواها بحكمته ، وصورها بحمده وحكمته
، وهو لم يزل
على هذا الوصف العظيم .
}
المؤمن
{
الذي أثنى على نفسه بصفات الكمال ، وبكمال الجلال والجمال . الذي
أرسل رسله ، وأنزل كتبه بالآيات والبراهين .
وصدق رسله بكل آية
وبرهان ، يدل على صدقهم وصحة ما جاءوا به .
}
المهيمن
{
المطلع على خفايا الأمور ، وخبايا الصدور ، الذي أحاط بكل شيء علماً .
}
القدير
{
كامل القدرة ، بقدرته أوجد الموجودات ، وبقدرته سواها وأحكمها ،وبقدرته يحيي ويميت
، ويبعث العباد للجزاء ،
ويجازي المحسن بإحسانه ،والمسيء بإساءته،
الذي إذا أراد شيئاً قال له " كن فيكون " وبقدرته يقلب القلوب ،
ويصرفها على ما يشاء ويريد .
}
اللطيف
{
الذي أحاط علمه بالسرائر والخفايا ، وأدرك الخبايا والبواطن ، والأمور
الدقيقة ، اللطيف بعباده المؤمنين ، الموصل
إليهم مصالحهم ، بلطفه
وإحسانه ، من طرق لا يشعرون بها ، فهو بمعنى " الخبير " وبمعنى " الرؤوف " .
}
الحسيب
{
هو العليم بعباده ، كافي المتوكلين ، المجازي لعباده بالخير والشر ، وبحسب حكمته ، وعلمه بدقيق أعمالهم وجليلها .
}
الرقيب
{
المطلع على ما أكنته الصدور ، القائم على كل نفس بما كسبت .
الذي حفظ المخلوقات
وأجراها ، على أحسن نظام
وأكمل تدبير .
}
الحفيظ
{
الذي حفظ ما خلقه ، وأحاط علمه بما أوجده ، وحفظ أولياءه ، من
وقوعهم في الذنوب والهلكات ، ولطف بهم في
الحركات والسكنات ، وأحصى على العباد أعمالهم وجزاءها .
}
المحيط {
بكل شيء علماً ، وقدرة ، ورحمة ، وقهراً .
}
القهار {
لكل شيء ، الذي خضعت له
المخلوقات ، وذلت لعزته وقوته وكمال قتداره.
}
المقيت
{
الذي أوصل إلى كل موجود ما به
يقتات . وأوصل إليها أرزاقها وصرفها كيف يشاء بحكمته وحمده
.
}
الوكيل
{
المتولي لتدبير خلقه ، بعلمه ، وكمال قدرته ، وشمول حكمته
. الذي تولي أولياءه ، فيسرهم لليسرى ، وجنبهم العسرى
، كفاهم الأمور . فمن اتخذه وكيلاً كفاه
}
الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور
{
.
}
ذو الجلال والإكرام
{
أي : ذو العظمة والكبرياء ،
وذو الرحمة ، والجود ، والإحسان العام والخاص ، المكرم لأوليائه
وأصفيائه ، الذين يجلونه ويعظمونه ويحبونه .
}
الودود
{
الذي يحب أنبياءه ورسله ،
وأتباعهم ، ويحبونه ، فهو أحب إليهم ، من كل شيء . قد امتلأت قلوبهم من محبته ،
ولهجت ألسنتهم بالثناء عليه ،
وانجذبت أفئدتهم إليه، وداً ، وإخلاصاً ، وإنابة من جميع الوجوه .
}
الفتاح
{
الذي يحكم بين عباده ،
بإحكامه الشرعية ، وأحكامه القدرية ، وأحكام الجزاء. الذي فتح بلطفه بصائر الصادقين
،
وفتح قلوبهم لمعرفته ،
ومحبته ، والإنابة إليه ، وفتح لعباده أبواب الرحمة ، والأرزاق المتنوعة، وسبب لهم
الأسباب
التي ينالون بها خير الدنيا والآخرة
}
الرزاق
{
لجميع عباده فما من دابة في
الأرض إلا على الله رزقها . ورزقه لعباده
نوعان:
رزق
عام : شمل البر والفاجر ، والأولين ، والآخرين ، وهو رزق الأبدان .
رزق
خاص : وهو القلوب ، وتغذيتها بالعلم والإيمان .
والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين ، وهذا هو خاص بالمؤمنين على
مراتبهم منه ، بحسب ما تقتضيه حكمته
ورحمته .
}
الحكم العدل
{
الذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة ، بعدله وقسطه . فلا يظلم
مثقال ذرة ، ولا يحمل أحداً وزر أحد ، ولا
يجازي العبد بأكثر من ذنبه ويؤدي الحقوق إلى أهلها ، فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه ، وهو العدل في تدبيره
وتقديره }إن
ربي على صراط مستقيم
{
}
جامع الناس
{
ليوم لا ريب فيه ، وجامع أعمالهم وأرزاقهم ، فلا يترك
منها
صغيرة ولا كبيرة إلا أحصها . وجامع ما تفرق واستحال من الأموات الأولين والآخرين ، بكمال قدرته وسعة علمه
}
الحي القيوم
{
كامل الحياة والقائم بنفسه ، القيوم لأهل السموات والأرض ،
والقائم
بتدبيرهم وأرزاقهم ، وجميع أحوالهم فـ "
الحي " : الجامع لصفات الذات ، و "
القيوم": الجامع لصفات الأفعال .
}
النور
{
نور السموات والأرض . الذي نور قلوب العارفين بمعرفته ، والإيمان به
،
ونور أفتدئهم بهديته ، وهو الذي أنار
السموات والأرض ، بالأنوار التي
وضعها وحجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهي إليه بصره من خلقه
}
بديع السموات والأرض
{
أي : خالقهم ومبدعهما ، في غاية ما يكون من الحسن
والخلق البديع ، والنظام العجيب المحكم .
}
القابض الباسط
{
يقبض الأرزاق والأرواح ، ويبسط الأرزاق والقلوب وذلك تبع لحكمته ورحمته .
}
المعطي ، المانع
{
لا مانع لما أعطى ، ولا معطي
لما منع . فجميع المصالح
والمنافع منه تطلب ، وإليه يرغب فيها ، وهو
الذي يعطيها لمن يشاء ،
ويمنعها من يشاء بحكمته ورحمته.
}
الشهيد
{
أي : المطلع على جميع الأشياء
. سمع جميع الأصوات ، خفيها وجليلها .
وأبصر جميع الموجودات ، دقيقها وجليلها ،
صغيرها وكبيرها ، وأحاط
علمه بكل شيء ، الذي شهد لعباده ، وعلى عباده بما عملوا .
}
المبدئ ، والمعيد
{
قال تعالى :
}
وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده
{
ابتدأ خلقهم ، ليبلوهم أيهم أحسن عملاً ، ثم يعيدهم ، ليجزى
الذين أحسنوا بالحسنى ، ويجزى المسيئين بإساءتهم . وكذلك هو الذي يبدأ إيجاد المخلوقات شيئاً فشيئاً ، ثم يعيدها كل
وقت .
}
الفعال لما يريد
{
وهذا من كمال قوته ، ونفوذ
مشيئته وقدرته ، أن كل أمر يريده
يفعله بلا ممانع ، ولا معارض ، وليس له
ظهير ولا عوين على أي أمر يكون ، بل إذا أراد شيئاً قال له " كن فيكون " . ومع أنه فعال لما يريد
فبإرادته تابعة
لحكمته وحمده ، فهو موصوف بكمال القدرة ، ونفوذ
المشيئة ، وموصوف بشمول الحكمة لكل مل فعله ويفعله .
}
الغني ، المغني
{
فهو الغني بذاته ، الذي له الغني التام المطلق من جميع الوجوه
والاعتبارات لكماله ، وكمال صفاته ، فلا
يتطرق إليها نقص بوحه من
الوجوه ، ولا يمكن أن يكن إلا عنياً لأن غناه من لوازم ذاته . كما لا
يكون إلا خالقاً ، قادراً
، رازقاً ، محسناً ، فلا يحتاج
إلى أحد بوحه من
الوجوه فهو الغني ، الذي بيده خزائن السموات والأرض ، وخزائن
الدنيا
والآخرة . المغني جميع خلقه ، غني عام ، والمغني لخواص خلقه
، بما أفاض على قلوبهم ، من المعارف الربانية
والحقائق الإيمانية .
}
الحليم
{
الذي يدر على خلقه ، النعم
الظاهرة والباطنة ، مع معاصيهم وكثرة
زلاتهم ، فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم .
ويستعتبهم ، كي يتوبوا، ويمهلهم كي ينيبوا.
}
الشاكر، الشكور
{
الذي يشكر القليل من العمل ،
ويغفر الكثير من الزلل. ويضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب. ويشكر
الشاكرين، ويذكر
من ذكره. ومن تقرب إليه بشيء من الأعمال الصالحة ، تقرب الله منه
أكثر.
}
القريب ، المجيب {
أي: هو تعالى ، القريب من كل أحد . وقربه تعالى نوعان: قرب
عام من كل أحد ، بعلمه ، وخبرته ،
ومراقبته ، ومشاهدته ، وأحاطته . وقرب خاص ، من عابديه ، وسائليه ، ومحبيه ، وهو قرب لا تدرك له حقيقة ،
وإنما تعلم آثاره ، من لطفه بعبده ، وعنايته به ،وتوفيقه وتسديده . ومن آثاره ، الإجابة للداعين ، والإنابة للعابدين، فهو
المجيب إجابة عامة ، للداعين ، مهما كانوا ، وأين كانوا ، وعلى أي حال كانوا كما وعهم بهذا الوعد المطلق . وهو
المجيب إجابة خاصة ، للمستجيبين له ، المنقادين لشرعه . وهو المجيب أيضاً للمضطرين ،
ومن انقطع رجاؤهم من
المخلوقين ، وقوي تعلقهم به ،
طمعاً ، ورجاء ،
وخوفاً .
}
الكافي
{
عباده جميع ما يحتاجون ، ويضطرون إليه . الكافي كفاية خاصة ،
من آمن به ،
وتوكل عليه ، واستمد منه حوائج
دينه ودنياه .
}
الأول والآخر والظاهر والباطن
{
قد فسرها النبي ص ، تفسيراً
جامعاً ،
واضحاً فقال يخاطب ربه : " أنت الأول ، فليس
قبلك شيء ، وأنت الآخر ، فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء " .
}
الواسع
{
الصفات ، والنعوت ،
ومتعلقاتها ، بحيث لا يُحْصى أحد ثناء عليه ، بل
هو كما أثنى على نفسه . واسع العظمة ،
والسلطان ، والملك ، واسع الفضل ، والإحسان ، عظيم الجود والكرم .
}
الهادي ، الرشيد
{
أي : الذي يهدي ويرشد عباده
إلى جميع المنافع ، وإلى دفع
المضار، ويعلمهم ما لا يعلمون ، ويهديهم
لهداية التوفيق والتسديد ،
ويلهمهم التقوى ، ويجعل قلوبهم منيبة إليه ، منقادة لأمره وللرشيد معنى ،
بمعنى الحكيم ،
فهو : الرشيد في أقواله وأفعاله ، وشرائعه كلها خير ،
ورشد وحكمة ، ومخلوقاته مشتملة على الرشد .
}
الحق
{
في ذاته وصفاته . فهو واجب
الوجود ، كامل الصفات والنعوت ، وجوده ، من لوازم ذاته . ولا وجود لشيء من
الأشياء إلا به . فهو الذي لم
يزل ،
ولا يزال ، بالجلال، والجمال ، والكمال ، موصوفاً . ولم يزل ولا يزال الإحسان
معروفاً .فقوله ، حق ، وفعله
، حق ، ولقاؤه ، ورسله ، حق ، وكتبه ، حق ، ودينه ، هو الحق ، وعبادته وحده لا
شريك
له ، هي الحق ، وكل شيء ينسب إليه ، فهو حق . ذلك بأن الله ، هو الحق ، وأن ما
يدعون من دونه ، هو
الباطل ، وأن الله هو العلي
الكبير .
} وقل الحق من ربكم ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
{
. }
فماذا بعد الحق إلا الضلال
{
}
قل جاء الحق وزهق
الباطل ، إن الباطل كان زهوقاً
{
.
والحمد لله الذي
بنعمته تتم الصالحات ، وصلى الله وسلم على محمد ، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم إلى
يوم الدين .
وسبحانك رب
العزة عما يصفون
وسلاماً على
المرسلين والحمد لله رب العالمين