من الإشارات الكونية في القرآن الكريم
الله يخلق ويفعل ما يشاء

 

 

الدلالة علي طلاقة القدرة الإلهية، انه سبحانه )يفعل( ما يشاء، فإن قصة 'زكريا وولادة ابنه 'يحيي' هي خير مثال. فزكريا عليه السلام أصابته الشيخوخة وأعراضها' وعوارضها، وصور لنا المولي ذلك بقوله تعالي:   

]   قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا .[. مريم4. وكذلك وصفه لنا المولي بأنه وصل لكبر السن وأصبح عتيا :   

]                      رب أني يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا  [  مريم  00 8        

]         وقوله سبحانه أيضا: ] رب أني يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر.[ آل عمران 40 والآيتان الأخيرتان جاء بهم أيضا أن زوجته عاقر لا تلد وعجوز عقيم. وهنا تكمن المعجزة، والأعجاز في طلاقة القدرة الإلهية وان الله يفعل ما يشاء فيجعل العاقر تلد والكبير ينجب، فأنجب زكريا ولده يحيي عليهما السلام   :

]        ] يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيي.[ مريم 7). والعجب العجاب هو أن قصة زكريا قد وردت في سياق سورة مريم والتي جاء بها أيضا معجزة ولادة ابنها عيسي منها وهي عذراء ولم يمسسها بشر. وللعلم، فهذا الترتيب والربط بين القصتين له دلالة ومغزى ومعني، فلقد ورد أيضا في سورة 'آل عمران' مما يؤكد أن ذلك ليس مصادفة. وللتأكيد علي ذلك دعونا نتدبر قوله تعالي:   

]        ] قالت رب أني يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء [. آل عمران 47 00 وقوله سبحانه:  

]         ] قال رب أني يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء.[ آل عمران 40. فالسيدة العذراء مريم تعجبت أن يكون لها ولد ولم يمسسها بشر، وجاء   

]         قوله تعالي بأن الله ) يخلق ما يشاء. ولفظة الخلق هنا لها دلالة ومغزى فلقد خلق عيسي عليه السلام بدون أب، وتلك معجزة من معجزات المولي العديدة. أما تعجب سيدنا زكريا في أن يكون له غلام علي الرغم من كبر سنه وان زوجته عاقر ولا تلد فإن تلك أيضا معجزة إلهية وجاء قوله بأن الله )يفعل ( ما يشاء. ولفظة يفعل تناسب هذا الموقف لأن الأب والأم كلاهما يعتبران كزوج وزوجة ولكن الله فعل ما أراد، أما لفظة) (يخلق(  فكانت مناسبة أيضا لخلق آدم وبدون أب أو أم ولم يك شيئا، وجاء ذلك في الرد علي زكريا بقوله تعالي :

]         ] وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا .[ مريم 9. وللدلالة علي ارتباط الأعجاز في ولادة يحيي وولادة عيسي، فالجواب للمولي في الآيتين )آل عمران 40 وكذلك 47(  جاء بنفس العدد من الكلمات والحروف بقوله سبحانه  ]قال كذلك الله يفعل ما يشاء  [ وقوله  :

]                     ]  قال كذلك الله يخلق ما يشاء [ انه أعجاز مبهر في كلمات الله وفي أفعاله وفي خلقه سبحانه.