قرآن وسنة |
لو اتبع الناس هدي السنة
النبوية الشريفة لنعموا بالأمن. واستمتعوا بالرخاء والطمأنينة ولما بات واحد
منهم آسفاً علي احتلال يهدد بلده. أو عدوان يطيح بأمواله. ولوجد أولئك الذين
لا يرون غير السطو وإعلان الحروب علي ممتلكات الآخرين أداة لنهب أموالهم.
وسيلة أخري أقل كلفة. وأكثر وفرة. وأسلم طريقاً من تلك الطريق الخاسرة التي
يشحذون فيها قواتهم ويتكبدون فيها من النفقات ما يزيد من خسارتهم. ويدفعهم
أكثر للتطلع إلي الأموال التي ما شحذوا قواتهم إلا لنهبها. ولأمكن لهم ان
يتلافوا تلك التلال العالية من كره الناس لهم ومقتهم لأفعالهم. واتهامهم لهم
بما يعافه الحس السليم. والفطرة السوية. |
قرآن وسنة2 |
نصل حديث أمس عن بيان عناصر
السياسة الاقتصادية الرشيدة في السنة النبوية فنقول: ان تلك السياسة تقوم علي
عنصرين يشير اليهما حديث النبي صلي الله عليه وسلم : "ان من افضل الكسب عمل
الرجل بيده وكل بيع مبرور" وقد بينا بمقال الأمس مضمون العنصر الأول من تلك
السياسة وهو عنصر العمل الذي يقوم به القادرون عليه رجالا ونساء. والذي يشمل
العمل اليدوي والذهني. وكل عطاء فياض يقدم للناس خيرا أو يدفع عنهم شرا.
ويبقي الحديث عن العنصر الثاني وهو عنصر البيع المبرور الذي تضمنه هذا الحديث
الشريف..وبداية. فإنه لا يقصد بالبيع في سياق هذا البيان النبوي خصوص هذا
العقد. وانما يشمل دلالة البيع ومعناه. وهو في هذا الإطار يشمل كل تبادل
للمال يقوم علي التراضي الذي شرعه الله عز وجل ولم يجعل امام الناس طريقا
حلالا لتبادل المال سواه. فقال في محكم كتابه: "ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا
أموالكم بينكم بالباطل إلا ان تكون تجارة عن تراض منكم" وقال صلي الله عليه
وسلم: "لا يحل مال أمري مسلم إلا عن طيب نفس منه". |